الإخوان كنز أمريكا!
هم كنز الغرب عموما، الذي وجدوه أو "أوجدوه" في الثلث الأول من القرن العشرين، ثم زادت قيمة الكنز قرب ختام النصف نفسه، حين فوجئ العالم بواحد من أشهر وأهم رؤساء أمريكا هو الرئيس "إيزنهاور" يستقبل شابا صغيرا في البيت الأبيض في صيف عام 1953، متجاوزا كل قواعد البروتوكول، ولم يكن الشاب الصغير إلا "سعيد رمضان" زوج ابنة حسن البنا، وأحد كبار ممولي الإخوان في الخمسينيات والستينيات إبان مؤامراتهم القذرة ضد بلدهم فترة الزعيم جمال عبد الناصر!
ثم زادت قيمة الكنز أكثر وأكثر عندما تحول دور الإخوان من مجرد اتهامهم الكاذب لكل زعماء العالم الذين يرفضون الهيمنة الأمريكية عليهم، وعلي بلادهم بالشيوعية إلى حمل السلاح ضد الاتحاد السوفيتي نفسه!، وكانت الجماعة صاحبة الدور الأهم في حشد شباب العالم الإسلامي للسفر لمحاربة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ( للأسف الشديد لعبت مصر برئاسة الرئيس السادات دورا كبيرا في الأمر)..
ولذلك تجد مثل "عبد المنعم أبو الفتوح" وقيادات إخوانية أخرى كانوا أول من ذهب إلى هناك.. ولتحارب أمريكا عدوها اللدود دون مشاركة جندي أمريكي واحد ،ودون أن تدفع دولارا واحدا.. هي أعطت التوجيهات ودول عربية مولت وسلحت ونقلت العناصر، وأنفقت عليهم وعلي أسرهم.. حتى عانينا جميعا من موجات إرهابية متعاقبة بعد ذلك بسنوات ممن أطلقنا عليهم "العائدون من أفغانستان"!
وفي الصراع السوري.. استطاعت الجماعة إقناع قطاعات واسعة من الشعب العربي أن الصراع هناك طائفي! رغم أن المساجد السنية التي هدمت ورغم استشهاد العالم الجليل "محمد سعيد البوطي" ورغم نواب رئيس الجمهورية من السنة ورغم أن أشهر وزراء الدفاع السوريين العماد "مصطفى طلاس" كان سنيا والرئيس حافظ الأسد نفسه كان وزيرا للدفاع وهو من الطائفة العلوية في ظل رئيس من السنة في بلد لا يعرف أصلا التمييز الطائفي!
لكن الكثيرون ساروا خلف الدعاية الإخوانية، وأصبح حتى أعداء الإخوان يهتفون "اللهم عليك ببشار وكل الرافضة" دون حتى أن يعرفوا ماذا يعنون بالرافضة، ولكنها استهدفت نقل الصراع الطائفي للمنطقة كلها! هل هناك جماعة أهم من ذلك؟ من سيشعل الصراع السني- الشيعي الذي تستهدفه أمريكا بأي ثمن غيرهم؟
الجماعة كنز أمريكا الأكبر، ولا يمكن تصنيفها كجماعة إرهابية إلا إذا... ولهذا في تفاصيله حديث آخر..