الأوامر المنسية من القرآن (12)

وتستمر رحلة الحوار حول الأوامر الواردة بالقران العظيم الكريم، والتي ترتبط بالمعاملات بين عباد الله، والتي تناسيناها مع الاهتمام بالأوامر الخاصة بالشعائر والعبادات.. ورغم أهمية ذلك إلا أن الله سبحانه نظم حياة البشر بعدد من الآيات التي ليست إلا قوانين لا يجوز مخالفتها أو التعدي عليها وتجاوزها.. واليوم نتوقف أمام قوله تعالي: "ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" الواردة في الايه 208 من سورة البقرة..

ونراها آية جامعة شاملة لكل الأوامر الأخرى.. ففيها تنبيه من الوقوع في حبائل الشيطان وبالتالي نقع في النواهي والمحاذير الأخرى.. وبالتالي نغتاب غيرنا بخلاف الأمر الإلهي ونغش في الموازين خلاف الأمر الإلهي، ونشهد زورا ونقول قول الزور عكس ما أمرنا العزيز الحكيم إلى العديد مما أمرنا ربنا بالابتعاد عنه..

كثيرة هي خطوات الشيطان التي نتبعها.. ومثلها مثل الجرائم الجنائية تتطور كل يوم.. الآن نرتكب العديد من المعاصي والآثام ونحن على شبكات التواصل في الغيبة والنميمة وسب الناس وغمطهم وذكرهم بما يكرهون حتى السرقات التي قد يستهين البعض بها رغم أن القاعدة تؤثم الحصول على أي شيء يخص الآخرين دون رضاه.. فالقاعدة إذن هي " دون رضاه" وليس كبر أو صغر السرقة ذاتها!

يمكن جدا أن تتحول شبكات التواصل الاجتماعي إلى شرايين للخير بالكلمة الطيبة والصورة الحسنة ودلائل الخيرات وما أكثرها التي تدعو للخير وتحرض على كل ما هو مفيد.. لكن يقف الشيطان في الطريق.. ولا يتركنا لشأننا.. فيزين الشر ويباعد بيننا وبين الصواب فنستصعبه ونحيد عنه.. وهنا نتذكر ويجب أن نتذكر قوله الله تعالي العظيم: "ولا تتبعوا خطوات الشيطان" والآية موجودة والأمر الإلهي فيها لم يتغير ولذا لا يتبق إلا الاختبار.. ندخله ومنا من ينجح وينجو وبيننا من يفشل ويقع في المحظور.. خطوات الشيطان.. نعوذ بالله واياكم منها!