«ثورة الريف».. حملت 18 مطلبا للحرية ولجأ قائدها لمصر بعد طرده
ستون عامًا مرت على ذكرى اندلاع "ثورة الريف" في جمهورية الريف مع الإسبان لمحاولة طرد مستعمراتهم من أراضي جمهورية الريف، ففي أكتوبر عام 1958 أصدر زعيم انتفاضة الريف محمد بن الحاج سلام أمزيان بصحبة رفاقه ميثاقًا ثوريًا يتضمن مطالب الثوار.
انتفاضة الريف الأولى
بعد استقلال المغرب، ثار الريفيون بين 1957-1959 ضد سياسة التهميش والإهمال من شمال المغرب للحكومة، وسبق أن أعلنوا مطالبهم عام 1958 تحت ميثاق ثوري يتضمنها والتي وصفت التمرد بانتفاضة الريف الأولى وأعلنت الريف الجمهورية الأولى والمغرب الجمهورية الثانية، والمطالبة بتشكيل تنظيم مسلح يحمل اسم "جبهة النهضة الريفية"، وبإدارة جهوية تسمح للريفيين بإدارة شؤونهم بأنفسهم، إضافة إلى مطالب أخرى لخصت في 18 مطلبا.
ثورة المطالب
جاءت الثورة لتلبية مطالب الشعب والتي تضمنت جلاء جميع القوات الأجنبية عن المغرب وتشكيل حكومة شعبية ذات قاعدة عريضة وحل الأحزاب وتكوين حكومة وحدة وطنية واختيار الموظفين المدنيين من السكان المحليين وإطلاق سراح جميع المعتقلين، كما طالبوا بعودة محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى المغرب وضمان عدم الانتقام من المنتفضين واختيار قضاة أكْفاء وإعادة هيكلة وزارة العدل وتقديم المجرمين للعدالة.
لم تتوقف المطالب إلى هذا الحد لكنها توسعت لتطالب بإسناد وظيفة مهمة لريفيين في الحكومة وتوسيع برنامج عملية الحرث لتشمل الريف وتخفيض الضرائب في المغرب كله وخاصة بالريف وخلق برنامج طموح ضد البطالة وإحداث منح دراسية للطلبة الريفيين، بجانب تسريع تعريب التربية في كل المغرب وبناء مزيد من المدارس في القرى وفتح ثانوية أو مدرسة عليا في الحسيمة.
قادة الثورة
وكانت المواجهة بين القادة الإسبان مانويل سلفستر، وخوسي ميلان أستراي، ميجيل بريمو دي ريفيرا، فيليب بيتان، ضد قائد جمهورية الريف محمد عبد الكريم الخطابلي والذي اشتهر بمولاي موحند.
ووصل عدد الجيوش 15 ألف جندي ريفي مغربي غير نظامي في مواجهة 465 ألف جندي إسباني نظامي.
خلفت ثورة الريف خسائر بشرية كبرى وصل عددها إلى 15 ألف ضحية ريفي مغربي، وفي الجهة الأخرى 31 ألف ضحية إسباني وفرنسي.
من الثورة إلى الولاء
بعد الانتصار العظيم الذي حققه الخطابي ذاعت شهرته في بلاد الريف وخارج بلاد مملكة المغرب حتى وصلت أصداء انتصاراته إلى الصين وأمريكا، وأعلن الأمير المسلم الخطابي الجمهورية تحت اسم جمهورية الريف، وأرسل وفودا رسمية إلى بريطانيا وفرنسا للتعريف بالجمهورية وإقامة علاقات ديبلوماسية وشجع الأجانب وخصوصا البريطانيين على التجارة مع بلاد الريف.
ضريح بمصر
وأعلن الخطابي عن جمهورية الريف ولم يعترف بسلطان المغرب بسبب رفضه لهم لمقاومة الإسبان والفرنسيين، وتم نفي الخطابي إلى جزيرة لارينيون أواخر سنة 1926، وفي سنة 1947 وحين كانت السفينة كاتومبا الأسترالية متوجهة به إلى فرنسا، والتي توقفت بمصر لجأ إلى السلطة المصرية بعد نضال مستمر ضد الاستعمار بشمال أفريقيا والعالم العربي والإسلامي وبكل بقاع العالم وتوفي سنة 1963، ولا زال ضريحه في مقبرة الشهداء بمصر.