يا عزيز يا عزيز «كرواتيا هزمت الانجليز»!
عاد الهتاف أمس على الألسنة وفي تعليقات شبكات التواصل الاجتماعي.. بلا مبالغة مصر كلها هتفت لكرواتيا أمس.. وبالضرورة فقد هتفت ضد بريطانيا واستدعت الهتاف الذي هتفت به للفريق عزيز المصري الأب الروحي للضباط الأحرار، وواحد من اثنين اقترح اسمهما جمال عبد الناصر ليتولوا إدارة شئون البلاد بعد نجاح ثورة يوليو، "يا عزيز يا عزيز كوبة تاخد الإنجليز"، وكان الآخر أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد! والمعني والمغزي إذن: هذا الشعب عند أي استدعاء تاريخي يسترد وعيه، ويفور من داخله مخزونه الحضاري، ويفرز فورا عدوه ومن صديقه!
قليلون من يعرفون أن "كرواتيا" واحدة من الأبناء الشرعيين ليوغسلافيا السابقة.. تفرقت يوغسلافيا إلى عدة دول في انتقام غربي أمريكي بريطاني متعمد من الدول التي أوقفت الهيمنة الغربية على العالم.. وهي مصر والهند ويوغسلافيا.. مؤسسو حركة عدم الانحياز.. ففي مصر تشويه لجمال عبد الناصر وحملة أكاذيب ضد رجل لم يسبق لها مثيل.. وفي الهند كان الحال أسوأ إذ تم التخلص من عائلة نهرو كلها..
قتلوا "إنديرا غاندي" ثم قتلوا "راجيف غاندي" وانتهت الأسرة كلها.. وفي يوغسلافيا فككوها، وعادت إلى سيرتها الأولى قبل الوحدة على يد الزعيم الأسطوري "جوزيف بروز تيتو".. "تيتو" الحليف والصديق الذي لا ينسي لمصر.. دعم غير مسبوق في كل شيء وفي كل المواجهات العسكرية والسياسية..
أما بريطانيا فعلي العكس.. الأغلبية الكاسحة من المصريين ضدها.. أمس كانت الفرحة عارمة بهزيمتهم.. كثيرون وصفوها بالمحتل السابق بما يصفع كل محاولات بائسة بتبييض فترة الاحتلال.. من حيزبونة هنا إلى دنجوان يصارع العمر هناك.. وجزء من الفرحين أمس بسبب صلة بريطانيا بالإخوان ومنهم من جمع بين السببين!
أمس قال المصريون إنهم هنا.. أحرار في بلد حر.. والتاريخ لن تغيره صفحات وقنوات مدفوع لها.. والتاريخ قد يتم العبث به.. لكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح.. وسيعود الشعب ليقول كلمته!
السؤال: هكذا كان الحال عن مباراة - فقط مباراة- بين فريق غير مصري وغير عربي مع بريطانيا.. ماذا لو كانت مصر نفسها ضد بريطانيا؟ وماذا إذن لو كانت المواجهة عسكرية؟؟ تخيلوا ذلك حالا؟ هل تخيلتم؟ إنها والله ودون ترتيب وبغير قصد لروح 56 الملحمية.. انسوا.. الشعب المصري بخير.. الشعب المصري حي!