السلام الجمهوري وقسم الأطباء
أصدرت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان قرارا بإذاعة السلام الجمهوري، على أن يتم تجديد قسم الأطباء في الإذاعة الداخلية في المستشفيات، وفسرت ذلك بأنه يعزز قيم الانتماء للوطن للمستمعين في المستشفيات سواء للمريض أو الأطقم الطبية، وأن تكرار هذا القسم ملزم للأطباء لتقديم الخدمة.
من وجهه نظر محايدة فإن تعزيز الانتماء للمريض أو الأطقم الطبية والأطباء لن يتأتى بإذاعة السلام الجمهوري الذي نحفظه جميعا، ولن يؤتى ثماره عندما نكرر القسم الذي أقسم عليه الأطباء عند التخرج يوميا، إنما تعزيز الانتماء يأتي من طرق أخرى إن أردنا أن نحدث تغييرا حقيقيا سنوردها فيما بعد.
أرجو أن تستعين الوزارات قبل إصدار أي قرار بالبحث أولا في الدراسات والأبحاث الموجودة في الجامعات والمعاهد التي تشمل عينات تم التطبيق عليها واستخراج نتائج، وحينئذ سنجد عوامل مستقلة كثيرة لخلق الانتماء، تختلف بحسب كل مكان وزمان، وأن تجاهل تلك الأبحاث في إصدار القرارات تصبح النتائج للأسف غير سليمة، وهذا يكلفنا الكثير، وأن أي توقعات من هذا القرار تمثل في الواقع وجهات نظر فقط.
تكلفة إصدار القرار أولا على وقت الموظفين الذي سيقومون فيه كل يوم بالقسم، فلو أن هناك 200 طبيب وأطقم معاونة، وباعتبار أن القسم وسماع السلام الجمهوري سيستغرق 10 دقائق والانصراف سيكون التكلفة 2000 دقيقة من وقت العاملين أي ما يعادل عدد 34 ساعة تقريبا فمن سيتحمل هذا الوقت؟ وما هي الحالات التي سيتأخر عنها تقديم الخدمة لحالات طارئة قد تكلفهم حياتهم التي تحتاج للعناية. إذا لا يمكن تجميع هؤلاء جميعا في وقت واحد في مقر الإذاعة الداخلية أو في مقر حلف اليمين يوميا.
لا شك أن الصورة الذهنية لمكان العمل أمام الموظف لابد أن تكون كما يتوقعون، ولابد أن يتم أخذ رأيهم فيه أو في طريقه تنفيذه أو حتى الاطلاع على النتائج المتوقعة منه، والتي تظهر بالتطبيق الأولى على عينة صغيرة ثم عند نجاح التجربة يتم تعميمها على الجميع.
ضمان انتماء الموظف يأتي من الاقتناع أولا بالعمل، وبرامج التدريب والتطوير لتنمية الفرد والمسار الوظيفي وطبيعة القيادة والإجراءات الإدارية، والتحفيز وحل مشكلات العاملين من توفير المستلزمات والأدوات وتوفير مصادر تبرعات مستدامة لضمان ذلك ومراعاة الفروق الفردية والعدالة.
نبدأ من هذه النقاط وسنجد الأثر الإيجابي المتوقع بإذن الله.