رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكراه الـ113.. الإمام محمد عبده طالب بإبعاد رجال الدين عن الحكم

الإمام محمد عبده
الإمام محمد عبده

تمر اليوم الذكرى الثالثة عشرة بعد المائة، على رحيل رائد الإصلاح المصرى، وباعث الدولة المدنية المفكر الإمام محمد عبده، والذي وصفه الكاتب الكبير محمود عباس العقاد «بعبقري التنوير» ووصفه الكاتب السيد يوسف «برائد الاجتهاد والتجديد للفكر الدينى» ووصفه آخرون بباعث الدولة المدنية وإمام المجددين، وقال عنه الكاتب والمفكر محمد عمارة إنه مجدد الدنيا بتجديد الدين.


قبل قرن ونصف من الزمان، فطن الإمام محمد عبده إلى خطورة إقحام الدين بالسياسة، والتي من شأنها إفساد الحياة والمجتمع بأكمله، مطالبا بإبعاد رجال الدين عن حكم الشعوب.

ولد الإمام محمد عبده في عام 1849، لأب تركماني الأصل، وأم مصرية تنتمي إلى قبيلة بني عدي العربية، ونشأ في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، وفى سنة 1879 عمل مدرسًا للتاريخ في مدرسة دار العلوم حتى سنة 1882.

اشترك في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز، رغم أنه وقف منها موقف المتشكك في البداية، لأنه كان صاحب توجه إصلاحى يرفض التصادم إلا أنه شارك فيها في نهاية الأمر، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، والتي لبث بها عاما واحدا ثم سافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884، وأسس صحيفة العروة الوثقى، التي دعت إلى مناهضة الاستعمار، والتحرر من الاحتلال الأجنبي بكل صوره وأشكاله، واستطاع الإنجليز إخماد صوت «العروة الوثقى» فاحتجبت بعد أن صدر منها ثمانية عشر عددا في ثمانية أشهر، وعاد الشيخ “محمد عبده” إلى بيروت مرة ثانية عام 1885.

وبالرغم من أن مدة نفيه التي حكم عليه بها كانت ثلاث سنوات فإنه ظل في منفاه نحو ست سنوات، فلم يكن يستطيع العودة إلى مصر بعد مشاركته في الثورة على الخديو توفيق، واتهامه له بالخيانة والعمالة، ولكن بعد محاولات كثيرة لعدد من الساسة والزعماء، منهم: سعد زغلول، والأميرة نازلي، ومختار باشا، صدر العفو عن محمد عبده سنة 1889 وعاد إلى مصر، شريطة ألا ينخرط في العمل السياسي مرة أخرى.

بعد وفاة الخديو توفيق 1892، تولي الخديو عباس حلمى الثانى، الذي كان متحمسا لمناهضة الاحتلال، سعى الشيخ محمد عبده إلى توثيق صلته به، واستطاع إقناعه بخطته الإصلاحية التي تقوم على إصلاح الأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية، وصدر قرار بتشكيل مجلس إدارة الأزهر برئاسة الشيخ “حسونة النواوي”، وكان الشيخ محمد عبده عضوا فيه، وهكذا أتيحت الفرصة للشيخ محمد عبده لتحقيق حلمه بإصلاح الأزهر، وهو الحلم الذي تمناه منذ أن وطأت قدماه ساحته لأول مرة.

وفي عام 1899، صدر مرسوم من الخديو عباس حلمى الثانى، بتعيينه مفتيا ليصبح أول مفتٍ للديار المصرية.

من أبرز المسائل الفكرية التي استوقفت محمد عبده، مسألة موقف الدين من الحرية، ومسألة الجبر والاختيار، وضع المرأة في المجتمعات الإسلامية، ومسألة التساهل في الطلاق.

ومن أهم مؤلفاته، رسالة التوحيد، تحقيق وشرح "البصائر القصيرية للطوسي"، تحقيق وشرح "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" للجرجاني، والرد على هانوتو الفرنسي، الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية (رد به على إرنست رينان سنة 1902م)، تقرير إصلاح المحاكم الشرعية سنة 1899، شرح نهج البلاغة للإمام على بن أبي طالب العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الأفغاني، شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني.

الجريدة الرسمية