عروس الفنان توفيق الحكيم .. فى ذكراها
سألت يوماً الصحفية سناء البيسى فى جريدة الأهرام، صاحب العش الهادئ توفيق الحكيم.. كيف تزوجت ياحكيم الزمان؟.
فأجاب: زواج عقلى محض لرجل ناضج العمر، يريد أن يؤسس بيتا فى ظروف خاصة به كفنان، كانت شروطى قاسية.. وهى أن لا تمس حريتى المطلقة، ألا يشعر أحد أننى متزوج، ولا أنا أريد أن أشعر بأننى هنا متزوج، الزوجة لن تظهر معى فى أى مجتمع، لن أصحبها إلى نزهة ولن نستقبل أصدقاء بالمنزل، لست مسئولاً عن مشاكل الحياة اليومية، الزواج عندى سجن بلا أسوار، لأن أثمن شىء عندى حريتى، وهذه الحرية جعلتنى أبداً لا أنتمى إلى حكومة أو حزب أو هيئة تشعرنى بقيودها.
احترمت زوجتى شروطى ونفذتها من جانبها طوال ٣١ سنة زواج، قارئة معجبة بما كتبت حتى أنها لم تستخدم اسمى على الإطلاق لتسهيل أمر من أمورها، ومن ناحيتى عدلت من بعض شروطى فصحبتها معى إلى الخارج، وذهبنا إلى المسارح والمعارض والمقاهى، وكانت بعقلها المتفتح واستعدادها الثقافى المتنور تستجيب استجابة أدهشتنى.
كانت مثالاً لعروس الفنان ونموذج لأم الفنان، عندما كان ابنى إسماعيل وشعرت بموهبته الموسيقية آمنت به لدرجة أنه لا يستطيع أن يبدأ حفلا إلا فى حضورها، وكنت دائماً أضحك معها وأقول «والله يا أم إسماعيل جه نقبك على شونة»، تضحك وتقول «ده رأيك فى زوجتك وأنت حر فيه، ورأيى أنك أهم واحد فى الدنيا وكل واحد حر فى رأيه».. طوال حياتنا الزوجية لم تسمع منى لفظ حب فلم يكن زواجنا عن حب ورغم ذلك كانت مثالاً للكمال، فكانت عواطفها أصدق وأخلص وأعمق وكانت تستحق الحب، وحين مرضت وتوفيت عام 1977 أدركت كم كنت أحبها!!.