التخصص وزيادة الدخل
لا شك أن كل منا يسعى لزيادة الدخل وأن كل زيادة في الدخل لاشك أنها تمثل قيمة مضافة للمجتمع، بمعنى أن من سيدفع مقابل الخدمة لابد أن يجد فيها منفعة له، وأنه على قدر المنفعة يكون المقابل المادي الذي يتحمله المستهلك للحصول على تلك القيمة المدركة.
إذا كانت الأعمال المقدمة للمستهلك يمكن لأى فرد أن يقدم مثلها إذا هناك زيادة في عرض تلك الأعمال وبالتالي سينخفض المبلغ المحصل من جانب المستهلك، وإذا كانت الأعمال مختلفة تشبع حاجات المستهلك وتحدد الشريحة المستهدفة وتلبي رغباتها إذا هناك من سيدفع مقابل إشباع حاجاته، ويمكن مخاطبة عدة شرائح من المستهلكين بخصائص تناسب كل شريحة منهم وهو الأفضل تسويقيا.
إذا أساس زيادة الدخل لكل مواطن أن يقدم ما يشبع رغبات المستهلكين ما يناسب أذواقهم وبالطريقة التي يريدون تقديمها إليهم، وعلينا أن نبحث عن تعظيم تلك الفائدة بشتى الطرق، فكلما تزداد الفائدة العائدة عليهم فهم مستعدون لدفع القيمة المناسبة.. لأنهم يدركون لتلك القيمة.
مما سبق يتضح لنا أن كلما تخصصنا في مهنة معينة وتعمقنا فيها على المستوى الرأسي أفضل بكثير من النتيجة التي سنحصل عليها من تعلمنا مهن كثيرة ولكن لا يمكننا إتقان شيء على وجه التحديد.
إذا كان القدر الأكبر يستهدفون معرفة كل شيء فهذا شيء محمود بالطبع، إلا إذا كان التخصص يتطلب أمورا أخرى لابد أن نضعها في الحسبان، أن يبدأ كل منا بسؤال الأقربين منه عن مهاراته التي لا يعرفها، وهذا هو الأهم وهى في الحقيقة نقطة البداية. لأن الواقع العملي اكتشفت أن هناك الكثيرين لا يعلمون مهاراتهم ويضعون أنفسهم في نطاق ضيق من التفكير، إلا أنه وبسؤال المحيطين بهم اكتشفنا أن لديهم مهارات متميزة في مجالات شتى يمكنهم العمل عليها وتعميق الدراسة وممارسة الخبرة وحينئذ سنرى نتائج مبهرة.
البعض سيتساءل من أين نأتي بالعلم، ومن أين يمكننا أن نمارس المهن عمليا، هذا بالفعل موجود في مراكز التدريب المهني في كل محافظة، وهناك الكثير من الأماكن المتخصصة في كل المهن، علينا فقط بالبدء في البحث، وتعلم التخصص المطلوب وحينئذ يمكننا اختبار أنفسنا في مهن شتى، والمهنة التي نرى فيها تفوق ملموس يمكننا التدريب والانتقال إلى الورش والمصانع لممارسة التعلم الحقيقي على أرض الواقع ومواجهة تحديات ظروف العمل، إلا أننا كلما مارسنا العمل وواجهنا مشكلاته في فترة التدريب كانت لنا خبرة حقيقية لمواجهة تحديات العمل حين ممارسته.
إذن إلى العمل الآن، وإلى تحقيق دخل أفضل بالسعي والكد والاجتهاد.