الإنسان المسئول ومجتمع متحضر
كثيرا ما نسأل أنفسنا ماذا يمكن أن نفعل لتغيير مجتمعنا للأفضل، ما هي القيم التي فقدناها واندثرت وحل محلها قيم أخرى غير مقبولة. عندما نعرف أن كلا منا عليه واجبات قبل أن نتحدث عن الحقوق عندها نقدم لمجتمعنا حلولا لكثير من المشكلات، وأولها مسئولية الفرد، فمن المعروف أن حدود ملكية الفرد ليست هي حدود سكنه فقط، إنما حدود الملكية الأصلية هي حدود ملكية المجتمع ككل، ومطلوب من كل مواطن أن يدرك ذلك، حينئذ سنرى سلوكيات مختلفة ونشعر معها بأننا في بلد متحضر.
كثيرا ما نشاهد من يرمى بالقمامة من شرفة المنزل أو من شباك السيارة معتقدين أننا نملك السيارة ومن حقنا أن نفعل ما نشاء متناسين أننا لا نملك الشارع حتى نشوهه بهذا المنظر، وتقع علينا مسئولية الحفاظ عليه.
المسئولية هي أن نشعر بأن علينا واجبات تجاه مجتمع نعيش فيه، وأن علينا أن نتغير وفقا للمجتمع الذي نعيش فيه بما نتوافق به مع القيم والأعراف، فمثلا لا يمكننا أن نرمى بالقمامة من شباك سيارة في الخارج وإلا تعرض من يفعل ذلك لغرامة كبيرة تمنعه من تكرار ذلك، كما نضع عليه مسئولية عدم الإضرار بالمجتمع أو البيئة المحيطة، فقد تربينا منذ صغرنا على أن كل منزل مسئول عن نظافة الجزء الموجود أمام منزله ومن لا يهتم بذلك كان يتعرض للوم شديد من باقى الجيران.. فلماذا اختلفت هذه المسئولية وتركنا كل شيء على جهود الدولة.
علينا كمجتمع له تاريخ أن ندرس ما فات منا من قيم مجتمعية نتج عن فقدانها تردى في السلوك، ولنبدأ بأنفسنا ونتحمل مسئولية ذلك ليس أمام القانون الذي يمكننا أن نتهرب منه ونتبرأ من أعمالنا إنما أمام أنفسنا أولا. فلا يمكن وضع شرطى خلف كل إنسان لتحقيق الالتزام بالمسئولية عن الأفعال التي يعاقب عليها القانون، إنما يجب أن نفعل معيار الرقابة الذاتية هو الأكثر فاعلية والأقوى تأثيرا.
فلنربي أبناءنا على المسئولية وعلى أنهم أعضاء فاعلون لمجتمع يريد أن يحقق التحضر، فليحاول كل منا أن يعود بأسرته إلى الأخلاق الحسنة وتحمل المسئولية لنخلق مجتمعا يليق بمصر التاريخ ومصر المستقبل.