سلوكياتنا والتناقض اللامعقول!! (2)

إنفاق كثير من المصريين بإسراف في بعض جوانب حياتهم ينطوي على متناقضات ومفارقات ينم عن انفصام عجيب بين سلوكياتهم الحياتية من ناحية.. وما تنادي به تعاليم ديننا الحنيف من ضرورة الاعتدال والاقتصاد وترشيد الإنفاق من ناحية أخرى..

وهو ما يعني أننا أمام ظواهر اجتماعية خطيرة تحتاج إلى دراسة علمية تجيب عن أسئلة عديدة مهمة: هل يضطر المصريون بعضهم أو أغلبهم لأن يغيروا سلوكياتهم خصوصًا ما يتعلق بالإنفاق تحت وطأة القرارات الاقتصادية الإصلاحية الأخيرة، وليس بدافع من قناعاتهم أو تنشئتهم أو ثقافتهم التي تربوا عليها مثلما يحدث في الأمم الحية التي تتعهد أطفالها بالتعليم الجيد المنتج والقدوة الحسنة..

حتى إذا ما بلغوا مبلغ الشباب جاءوا بسلوكيات قويمة رشيدة.. لماذا مع ارتفاع أسعار الكهرباء مثلًا يترك بعضنا لمبات البيوت مضاءة دون حاجة، الشيء نفسه تفعله الحكومة التي تترك أعمدة الطرق والشوارع مضاءة نهارًا، ويترك بعضنا صنابير المياه تتسرب منها المياه في كل حين..

وهي الخطيئة نفسها التي تقترفها الحكومة بإهمال صيانة مرافقها ومدارسها وجامعاتها وأجهزتها المختلفة فيتعاظم الإهدار ويزداد الفاقد.. لماذا يصر بعضنا أو أغلبنا على ممارسة تدين شكلي ينفك عن المعاملات والسلوكيات اليومية، ويحرص بعضنا على تكرار الحج والعمرة ولا يرى في ترك العمل وضعف الإنتاج والكسل والتواكل والإغراق في الخرافة نقيصة تجافي روح الدين وتتصادم مع الفطرة السليمة!!