السعادة عند نجيب وإحسان وإدريس
في حوار صحفى أجراه الكاتب الصحفى فتحى خليل ونشرته مجلة "روز اليوسف" عام 1959 مع الأديبين الكبيرين نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس حول معنى السعادة وكيف تتحقق.
قال الأديب نجيب محفوظ: أن السعادة حالة من الرضى والسرور تتحقق في الحدود التالية:
1ـ توازن الشخصية الفردية وتكاملها وقيامها بوظائفها المادية والروحية في انسجام وحيوية وقناعة.
2ـ توازن الحياة الاجتماعية وتكاملها باعتبارها البيئة المادية والروحية للفرد، وتوفر أسباب التعاون والمحبة العامة في العلاقات بين الفرد والمجتمع.
3ـ أن يقوم مثل هذا الانسجام بين شتى المجتمعات.
4ـ أن السعادة الواعية شئ عسير وهى لا تتم إلا بسعادة العالم أجمع، وغير هذا فهى تحظى بمسيرات نسبية عابرة.. وشيء خير من لا شيء.
أما الأديب إحسان عبد القدوس فقال:
سألنى ما هى السعادة؟ قلت أن ترضى عن نفسك.
قال وكيف أرضى عن نفسى؟
قلت بأن تجد نفسك.
قال كيف أجدها؟ قلت بأن تعرفها.
قال وكيف أعرفها؟ قلت بأن تمارسها، بأن تجازف بها ولا تخاف من الخطأ أو الفشل، فمن خلال الفشل ومن خلال أخطائك ستعرف نفسك وستعرف قدرك.. ويومها تستطيع أن تعتبر نفسك سعيدا بل وناجحا.
وقال الدكتور يوسف إدريس:
نحن لا نسعد إذا استرحنا دائما، نحن نسعد بساعة الراحة إذا جاءت وسط سؤم كامل أو ربما حياة كاملة من الشقاء، كم هي قاسية ساعات الألم إنها بقدر ما ترهق الإحساس تحرقه، وبقدر ما تفيد في تجنب الخطأ تضر بالكائن الذي ستجنبه أبلغ الضرر.. إن السعادة هي الحياة بلا ألم.