رئيس التحرير
عصام كامل

الرقب.. الإخواني الحمساوي الإرهابي والتطاول على عبد الناصر!


عقلية الإخواني لا تؤثر فيها شهادات ولا تعليم.. والجماعة تختار أعضاءها ممن لديهم القدرة على عدم الفهم، ولذلك لم يستمر فيها ولا يستمر فيها من يفكر ومن يسأل ومن يريد الإسلام الحقيقي بنية مخلصة..


هذا واحد من هؤلاء.. شهادات وموقع إلكتروني وتدريس جامعي، وتظل جاهلية الإخوان تهيمن عليه، فلا عقل ولا معقول.. وهو قائد حمساوي وهو وحده يكفي لتتقدم السيرة الإجرامية له بحق الشعب الفلسطيني عن أي سيرة.. وهو يتباهي بإخوانيته وهذا يكفي لتتقدم السيرة الإرهابية بحق الشعب العربي كله على أي سيرة!

المدعو المذكور في العنوان فجأة يستدعي واحدة من أقذر وأغبي وأسوأ وأتفه شائعات الإخوان ضد جمال عبد الناصر أطلقوها أواخر السبعينيات وسمعناها ونحن أطفال صغار لا نعي شيئا، ومع ذلك ضحكنا عليه وعليهم.. حيث وظف لها الإخوان كل إمكانياتهم حتى يستمر تداولها، فانتقلت من آيات عرابي إلى محمد الجوادي وكافة مجاذيب الإخوان والمخابرات الأمريكية.. والشائعة - السافلة- تقول باختصار إن رائحة عفنة أزعجت زائري ضريح الزعيم جمال عبد الناصر، وبعد فترة أُبلغ الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري بذلك فأمر بفتح المقبرة.. وياللهول..
فتحوها فوجدوا مياه الصرف الصحي غمرتها، ولم يجدوا الجثمان الذي يبدو- كما قال مؤلفو الشائعة- أن المواسير قد سحبتها بعيدا، وبعدها كتب عزيز أباظة قصيدة عن الأمر هاجم فيها عبد الناصر وروي شعرا  عن القصة الشائعة!

الغبي.. من صدق الكذبة أو رواها.. فهي أولا لم ترو على لسان أي مسئول رسمي أو شبه رسمي لا من قريب ولا من بعيد ولا تلميحا ولا حتى على استحياء.. ولم تتداول إلا في إصدارات وأحاديث وخطب الإخوان وأشرطة كشك.. وثانيا الأضرحة تغلق جيدا حتى لا تتسرب رائحة الموتى ولا نعرف كيف تتسرب روائح للصرف الصحي وهي لا تصل بأي حال إلى رائحة تحلل الجثامين!
وثالثا لا نعرف سر أن يتم تصميم المقبرة بحيث توضع ماسورة الصرف الصحي داخلها تحديدا، وهي لا تزيد علي أمتار قليلة،و يترك المسجد والمباني الإدارية وهي تقدر بآلاف الأمتار !
ورابعا لا نعرف علاقة الليثي ناصف بالأمر، لكنهم اختاروا الرجل الأشهر وقتها.. إذ إن الضريح ومكاتبه تتبع رئاسة الجمهورية، لكنه عمل إداري وليس أمني ، وبالتالي كان الأولى به أمين الرئاسة وقتها أو السكرتير الشخصي للرئيس أو مدير مكتبه أو حتى وزير الدفاع الذي تلاصق وزارته الضريح..
خامسا الليثي ناصف ترك عمله في أوائل 73 وذهب سفيرا لليونان قبل رحيله الغامض، وسقوطه من العمارة نفسها التي سقطت منها سعاد حسني وأشرف مروان كما أن عزيز أباظة رحل أيضا عام 73 والحملة على عبد الناصر بدأت في مصر بشكلها البذيء المنحط بعد ذلك.. اللهم إلا كتابا صغيرا لتوفيق الحكيم وعلي استحياء.. 

عزيز أباظة هو مؤلف أغنية شهيرة عن السد العالي غنتها له أم كلثوم.. حتى أن أسرته فيما يبدو شعرت بالحرج عن هذه الشائعة، ولذلك عندما أصدرت ابنته عفاف عزيز أباظة كتابها بعنوان "زوجة أبي امرأة من الزمن الجميل" يحمل العديد من أسرار الشاعر الكبير أصرت على أن يتضمن صورا له ولزوجة أبيها مع الزعيم عبد الناصر!!

الطبع عند الإخوان يغلب التطبع.. لكن سيظل ضريح عبد الناصر- فضلا عن جنازته الأكبر في التاريخ - الأكثر زيارة في مصر، والأكثر على الإطلاق في برامج السياحة العربية والأفريقية وكافة دول العالم والثالث تحديدا، والأكثر طلبا عند العديد من القادة والساسة الدوليين مثل مانديلا وغيره، وهو نفسه زاد حب الناس لسيرته كلما هاجموه..

عبد الناصر الذي عاش ومات والقضايا العربية ووحدة العرب همه لا يؤثر في مسيرته أن نجد في طريقها أو طريقنا أثر البعير، ونترك أمر هذا الإرهابي وغيره لأبناء الشعب الفلسطيني المحتل في غزة الآن من مثل هذا قبل الاحتلال الصهيوني ذاته!

لكن القصة كلها تفتح الملف الذي فتحناه من قبل.. سنتخلص من الإخوان ممكن.. لكن ما فعلوه في وعي الناس وتاريخ مصرنا يحتاج وقتا أطول للتخلص منه.. أغلبنا ضد الإخوان ومع ذلك أغلبنا يردد أكاذيبهم دون أن يدري وبغير أن يشعر!
يالها من مأساة وملهاة.. في آن واحد !
الجريدة الرسمية