«معبر نصيب».. شريان إستراتيجي سيطر عليه بشار من دون قتال
سيطرت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، بعد أكثر من 3 سنوات من خسارته، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تزامنا مع اقتراب فصائل الجنوب من التوصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن حسب ما ذكرت وكالة «فرانس برس» إن «آليات تابعة للشرطة العسكرية الروسية يرافقها ممثلون عن الإدارة الحكومية السورية للمعابر دخلت المعبر من دون قتال».
معبر نصيب كما يسمى في سوريا، أو معبر جابر كما يسمى في الأردن، هو معبر حدودي بين البلدين، يقع بين بلدتي نصيب السورية في محافظة درعا وبلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق.
أهمية إستراتيجية
بدأ العمل بإنشائه عام 1991 على مساحة تقدر 2867 دونم، وقد بوشر العمل في المعبر عام 1997.
للمعبر أهمية إستراتيجية ووصف بأنه الأهم في منطقة الشرق الأوسط حيث كانت تنتقل عبره البضائع التجارية بين سوريا وكل من الأردن والخليج الفارسي.
في ظل الأحداث السورية سيطر مسلحو "الجيش الحر" على المعبر في 1 أبريل من العام 2015، ليشل بذلك أحد أهم المعابر التجارية في سوريا.
تقاسم الأرباح
في العام 2017 اشترط مسلحو المعارضة السورية على الحكومة الأردنية الحصول على قسم من الأرباح مقابل الموافقة على إعادة فتح المعبر، حيث أن الحكومة الأردنية حينها اشتكت من خسائر قدرت بأكثر من مليار دولار أمريكي جراء إغلاقه.
مفاوضات عدة جرت مع مسلحي الحر لإعادة فتح المعبر في إطار مناطق خفض التصعيد بين روسيا وأمريكا والأردن دون التوصل لحلول.
فتح شريان
الجيش السوري بدوره بدأ عملية عسكرية في الجنوب السوري في 22 يونيو من العام 2018 ليسيطر على مساحات واسعة من محافظة درعا ونقاط حدودية مع الأردن، آخرها كان اليوم الجمعة حيث تمت السيطرة على معبر نصيب في 6 يوليو، ما يعني فتح شريان تجاري بري يساهم في إستعادة سوريا لقوتها التي ما لانت طيلة سنوات الحرب.
إنجاز سوري
إعادة بسط الجيش على معبر نصيب ورفع العلم السوري فوق بواباته، يعد إنجازا إستراتيجيا للدولة السورية، فهو يشكل بوابة البلاد الجنوبية، فهل سيعكس هذا الواقع العسكري الجديد، تغييرا في العلاقات السياسية بين دمشق وعمان؟ خصوصا وأن رغبة الأردن في الآونة الأخيرة كانت بطرد المسلحين من على حدودها الشمالية، بحسب تقارير إعلامية عديدة.
نكسة عسكرية
وبالنسبة إلى الإرهابيين، فإن خسارتهم لمعبر نصيب يضاف إلى سلسلة من النكسات العسكرية والسياسية في الجنوب السوري، حيث أدركت العديد من الفصائل ولو متأخرة انها لم تكن سوى أدوات فاشلة لدى غرف عمليات استخباراتية، سقطت بعد التقدم الميداني الكبير للقوات السورية خلال الأشهر السابقة.
وتؤكد التطورات الميدانية الأخيرة في الجنوب تصميم القيادة السورية على إعادة الأمن إلى كل المناطق التي دخلها الإرهابيون، وأصداؤها تسمع جيدا في الشمال السوري.