رئيس التحرير
عصام كامل

سر غضب الإسرائيليين من عملية استعادة ساعة إيلي كوهين

إيلي كوهين
إيلي كوهين

رغم الإشادة الكبيرة من جانب أجهزة دولة الاحتلال بعملية استعادة ساعة الجاسوس الإسرائيلي، إيلي كوهين، إلا أن أصواتا إسرائيلية أعربت عن غضبها من الخطوة واعتبرتها غير ذات جدوى ولن تصب إلا في مصلحة رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لتحقيق نجاحات شخصية يتحدث عنها للتغطية على سوءاته.


وسخر الإعلام الإسرائيلي اليوم الجمعة، من العملية الخاصة التي أعلن أمس الموساد أنه نفذها لاستعادة ساعة اليد التي ارتداها الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في سوريا، حتى إعدامه قبل 53 عاما.

وقال تقرير موقع "ميجا فون" العبري، إن في الوقت الذي يشتعل فيه الجنوب مع قطاع غزة يبحث الموساد عن ساعة الجاسوس الإسرائيلي كوهين.

ساعة لا قيمة لها
وأضاف أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مشغول بسن التشريعات التي تؤمن له المزيد والمزيد من الأموال من ميزانية الدولة، والتقليل من جرائمه، بالطبع لم يزر الجنوب المحترق، لكنه يرى هو ورجاله أن هذا الوقت مناسب لإرسال عملاء الموساد لاستعادة ساعة لا قيمة لها.

وأكمل سخريته قائلًا إن عملاء الموساد قاموا بعملية معقدة بسحب / سرقة / إعادة ساعة يد إيلي كوهين إلى إسرائيل كبديل جيد لجسده الذي لا يزال في سوريا على افتراض أن الساعة لا تزال تعمل، مشيرًا إلى أن العملية المعقدة تضمنت مفاوضات صعبة على موقع E-BAY الإلكتروني.

المخاطرة برجال الموساد
واستنكر التقرير قائلًا: هل يوجد جهاز استخباراتي في العالم يعرض رجاله للخطر من أجل استعادة ساعة لا قيمة لها، حتى القيمة العاطفية أيضا لا تبرر تعريض حياة الإنسان للخطر وإهدار الموارد.. مضيفًا: "لكن الموارد لا تكاد تذكر، وتكلفة العملية على الأقل منعت هذا المبلغ المحدد من المال من الوصول إلى جيوب عصابة نتنياهو أو واحدة من العصابات الدينية".

وجاء في بيان لـ "الموساد"، أن رئيسه يوسي كوهين، عرض هذه الساعة في مراسيم لإحياء ذكرى الجاسوس، أقيمت قبل أسابيع، مشيرا إلى أن الساعة معروضة في مقر "الموساد"، كوسام وتخليد لـ "المقاتل الأسطوري".

دولة معادية
وقال "الموساد" إن "الساعة ستعاد إلى ذوي كوهين في رأس السنة، وأوضح "الموساد" أن "دولة مُعادية احتفظت في الساعة بعد إعدام كوهين"، دون ذكر اسمها، ولفت "الموساد" إلى أن "فحوصات بحثية ونشاطات استخباراتية، نفّذت بعد إعادة الساعة إلى إسرائيل، خلصت جميعها بشكل لا يقبل التأويل، إلى أن الحديث يدور عن ساعة كوهين".

وأكد رئيس "الموساد" يوسي كوهين "أننا نتذكر إيلي كوهين ولن ننساه. إرثه، إرث فداء وصرامة وشجاعة وحب للوطن، هو إرثنا. إننا نتذكره ونحافظ على علاقة قريبة من عائلته على مدى السنوات". وأضاف أن "هذه الساعة كانت جزءا من شخصية إيلي كوهين العملية، وهويته العربية المزيفة".

نتنياهو يرحب
ورحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "مقاتلي الموساد على العملية، لإعادة ذكرى من قدم الكثير للاحتلال وفقًا له"، وولد إيلي كوهين بالإسكندرية التي هاجر إليها أحد أجداده، ومن المعروف أنه عمل في مجال التجسس في الفترة 1961–1965 في سوريا، حيث أقام علاقات وثيقة مع التسلسل الهرمي السياسي و‌العسكري، حتى أصبح المستشار الأول لوزير الدفاع. وكشفت سلطات مكافحة التجسس السورية في نهاية المطاف عن مؤامرة التجسس، واعتقلت وأدانت كوهين بموجب القانون العسكري قبل حرب العام 1967، وحكمت عليه بالإعدام في 1965. وقيل إن المعلومات الاستخبارية التي جمعها كوهين من سوريا وزودها إلى إسرائيل قبل إلقاء القبض عليه، كانت عاملًا هامًا في نجاح الاحتلال في حرب عام 1967.

الجريدة الرسمية