نجيب محفوظ يدافع عن رؤية حسن الإمام السينمائية
أثيرت ضجة من النقاد السينمائيين على المخرج حسن الإمام، الذي ركز على شخصية "حميدة " في فيلم (زقاق المدق) عن قصة نجيب محفوظ متجاهلا باقي أحداث القصة.
وكما قال نجيب محفوظ مدافعا عن وجهة نظر المخرج حسن الإمام في فيلم زقاق المدق من خلال برنامج "نجمك المفضل" الذي قدمته المذيعة ليلى رستم عام 1966 قال : طبيعى عندما ينتقل الكتاب من أيدى الكاتب يصبح في أيدي ناس متخصصين في فنهم الجديد، المتمثل في السينما.
والسينما لها مقتضيات خاصة بها، هي لا تستطيع مثلا ترجمة الكتاب ترجمة حرفية، لكن الضرورة السينمائية تحكم تحويل كتاب 600 صفحة إلى فيلم ساعتين، وتحويل النص المكتوب إلى صورة سينمائية.
ومن هنا لابد أن يتعرض الكتاب إلى تغيرات كثيرة جدا عندما يظهر في صورة فيلم، ولذلك أنصح جمهورى عندما يذهب إلى السينما بأن يفصل نفسه تماما عن النص الأصلي للعمل..هذا إذا كان الفيلم مأخوذا عن رواية لأديب، حتى لا يشعروا بخيبة وصدمة، وهذا يحدث في جميع بلاد العالم.
وهناك أعمال كثيرة أدبية كلاسيكية تعرضت للتغيير الكبير، عندما قدمت على شاشة السينما العالمية مثل الإخوة كارمازوف، الحرب والسلام، الجريمة والعقاب.
أما بالنسبة لفيلم زقاق المدق فقد اطلعت على سيناريو الفيلم الذي كتبه سعد الدين وهبة، وأعجبنى وكان متكاملا ومعبرا عن الرواية، لكن عند التصوير فوجئوا أن الالتزام بالسيناريو مستحيل، ذلك لأن مدة الفيلم قد تصل إلى أربع ساعات، واختاروا طريقا أسلم يجمع الأحداث هو شخصية حميدة التي قدمتها الفنانة شادية، بل كان مقترحا منهم أن يكون اسم الفيلم "حميدة ".
وأود أن أقول إن شركات الإنتاج السينمائى مثلا في فرنسا تتعاقد على النصوص الأدبية لمدة سبع سنوات، وبعد انتهاء المدة يعود النص للمؤلف الأصلي، لكنهم خلال هذه السنوات يقدمون من النص الواحد أكثر من عمل سينمائى، وهذا يعني أن الرواية الواحدة يمكن أن تستغل سينمائيا بأكثر من وجه حسب رؤية وتفسير كل مخرج للنص الأدبى، ويجب أن نحترم المخرج لأنه ليس مترجما..ولكنه مبدع وفنان وخالق.