رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون لن ينسوا للملك «عبد الله بن عبدالعزيز» موقفه التاريخي؟!


يجب ألا ننسى ما أسداه إلينا خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإعلانه التاريخي وقوف المملكة السعودية شعبًا وقيادة إلى جوار مصر وشعبها في ثورة 30 يونيو، ثم دعمها في معركة الإرهاب، معتبرًا أن مصر تخوض تلك المعركة حماية لتراث حضاري يخص الإنسانية كلها..


لقد استشعر بوصفه رجل دولة من طراز سياسي رفيع وزعيمًا يملك رؤية مستقبلية أن المنطقة في منعطف خطير يهدد هويتها ومستقبلها واستقرارها، كما أدرك بحاسته السياسية وخبرته التاريخية ودرايته الجغرافية أن الأقدار اختارت مصر لتحمل عبء إنقاذ هوية منطقتها العربية ورقاب أهلها من سيوف الغزاة في عين جالوت لتوقف زحف التتار.

وعند فارسكور لتكسر حملة لويس التاسع وتوقعه في الأسر ومن بعده العلمين التي اجتمعت على صعيدها أكثر من 60 جنسية تحت قيادة النازي الذي أراد غزو شمال أفريقيا.. كل ذلك تحطم على صخرة مقاومة المصريين للغزاة الذين قدِّر لمصر أن تقف لهم بالمرصاد؛ دفاعًا عن الإسلام والعروبة حتى أنها استعصت عليهم، رافضةً أن تتحول لقاعدة للفاشية ينشب فيها الإرهاب مخالبه عبر تنظيمات التطرف وميليشيات العنف.

لقد نسي الإخوان أن لمصر شخصيتها الحضارية التي تستعصي على التذويب والهضم؛ بحسبانها أقدم دولة في التاريخ، وظنوا أن بإمكانهم أن يحكموها 500 عام كما قالوا.. حتى لقنتهم درسًا لن ينسوه.. كما لا يمكننا أن ننسى ما فعلته الإمارات دعمًا لمصر حيث سارعت أبو ظبي ومن بعدها الكويت والبحرين إلى جانب المملكة لتشكل محورًا قويا قاده خادم الحرمين الشريفين وقتها لمساندة القاهرة التي كان مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي يتأهبان لفرض عقوبات كبيرة عليها.

لكن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وقتها أقدم وزير خارجية في العالم وأكثرهم احتراما وشهرة في المجتمع الدولي أحبط هذا المسعى الخبيث، وقابل الرئيس الفرنسي في الإليزيه محذرًا العواصم الغربية بدبلوماسية لبقة ولغة موجهة بأن مجرد التفكير في فرض عقوبات على مصر وقطع الدعم عنها وانتقادها يبعث برسائل خاطئة لقوى التطرف والعنف التي تهدد بحرق مصر، مؤكدًا أنه لا المملكة ولا دول الخليج بوسعها أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الإضرار بمصر؛ بل إن المصالح المشتركة لتلك الدول مع العرب سوف تتضرر هي الأخرى.

وهذا موقف نبيل لن ينساه المصريون للملك عبد الله تمامًا كما لم ينسوا للملك فيصل موقفه أثناء حرب أكتوبر التي قطع خلالها إمدادات البترول عن الغرب مما كان له أثر بالغ في المعركة الدبلوماسية لصالح مصر.
الجريدة الرسمية