رئيس التحرير
عصام كامل

لم يكشف النقاب عنها بعد!


في 30 يونيو قال شعبنا كلمته مدوية بلا وصاية ولا توجيه من أحد، منتصرًا لقيم الحرية والعدالة وحب الوطن الذي استشعر المصريون خطرًا داهمًا عليه، فهبُّوا لنصرته والذود عنه.. أفلا يستحق انتصار الإرادة الشعبية أن تكون ذكراه عيدًا سنويًا نتذكر فيه ما حققناه من إنجازات، ونتدارس فيه دروس التاريخ وعبره حتى تستفيد الأجيال التي لم تعش تلك اللحظة الفارقة من تلك التجربة المريرة التي تسبب فيها الإخوان والأمريكان، بمخطط كان يرمي لهدم أركان الدولة وكسر جيشها، وإضعاف الروح المعنوية للشعب.. والعبث بمنظومتي القضاء والإعلام؛ ضمانًا لتفوق إسرائيل على العرب مجتمعين.


لقد خرج الشعب بدافع من حسه الوطني في 30 يونيو، واستجاب الجيش والشرطة لإرادته، ومنعا اندلاع حرب أهلية طاحنة كانت ستجعل مصير مصر أكثر بؤسًا وشقاء مما حصل في سوريا والعراق واليمن؛ فسارعا لإنقاذ الدولة من السقوط في براثن الفوضى.. ولن ننسى ما قاله الرئيس السيسي يوم أن كان وزيرًا للدفاع بأن شرف حماية إرادة الشعب أعز علينا من حكم مصر، وأن ملايين المصريين الذين خرجوا بمحض إرادتهم الحرة يجب أن تُحترم رغبتهم الحقيقية في التغيير.

حتمًا هناك أسرار كثيرة لثورة 30 يونيو لم يكشف النقاب عنها بعد.. وقد آن الأوان أن يروي من شاركوا في إنجاحها تفاصيل وكواليس ما جرى، وألا ننتظر كعادتنا كتابتها بعد فوات الأوان.. فهناك من وضع روحه على كفه مفتديًا بلده دون انتظار مقابل ولا جزاء ولا شكور من أحد، اللهم إلا تلبية نداء الوطن..

ولنا أن نتصور ماذا كان يمكن أن يحدث لمصر والمصريين لو استمر حكم الإخوان عامًا آخر؛ بعد كل المرارات التي عاناها شعبنا في عامهم الذي حكمونا فيه، وماذا لو دانت لهم مصر 500 عام كما كانوا يخططون.. هل كان سيبقى من أركان الدولة الوطنية شيء.. وماذا عن التنازل عن الأرض الذي خططوا له برعاية أمريكية في سيناء لحساب مشروع إسرائيل الكبرى.. وهو المشروع الذي رفضته مصر -ولا تزال- رفضًا باتًا؟!
الجريدة الرسمية