رئيس التحرير
عصام كامل

التايمز: إيران تدرب مقاتلي طالبان

فيتو

نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية، نقلا عن مسئولين أفغان، اليوم الإثنين، أن المئات من مقاتلي حركة طالبان يتلقون تدريباتهم على أيدي القوات الإيرانية الخاصة داخل أكاديميات عسكرية في إيران.


ووفقا للصحيفة فإن التدريبات الإيرانية المكثفة وغير المسبوقة لطالبان ليست مجرد مظهر من مظاهر الحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران، لكنها تجسد تحولا في سياسة إيران، ورغبتها في التأثير على مسار الحرب الأفغانية.

وطبقا لمستشار سياسي لحركة طالبان في باكستان، فإن إيران تشترط أمرين على مقاتلي الحركة حتى تضمن لهم تدريبا، وهما التركيز على مهاجمة الأمريكيين ومصالح الناتو، فضلا عن تخصيص قوات أكبر لمهاجمة مقاتلي داعش.

ويوضح المستشار البالغ من العمر 38 عاما، الذي دأب على صناعة القنابل في إقليم هلمند، جنوبي أفغانستان، أن إيران وطالبان بدأتا في ربيع العام الجاري مباحثات حول إرسال المتمردين إليها لتلقي تدريب على مدى ستة أشهر تحت إشراف القوات الإيرانية الخاصة، ولجأت إلى مقاتلي طالبان إثر إبداء الرئيس الأمريكي قبل أشهر عزمه إنهاء العمل بالاتفاق النووي المبرم سنة 2015، جرّاء عدم تعقل طهران ومُضيها قدما في زعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب.

ومؤخرا اختارت طالبان ألمع مقاتليها ثم أرسلتهم إلى إيران في مجموعات مصغرة خلال شهر مايو، حيث استقبلهم مسئولين إيرانيين عند وصولهم، ثم جرى اصطحابهم إلى معسكرات التدريب.

وقصد عدد من المتدربين معسكرا في إقليم كرمان شاه، غربي إيران، لكن تقرير الصحيفة أشار إلى ترجيح مسئولين في المخابرات الإيرانية أن تكون منشآت عسكرية أخرى قد استقبلت متدربين آخرين من طالبان.

وتؤكد مصادر من حركة طالبان أن أكثر من 300 تأشيرة عرضها الإيرانيون على المقاتلين في الأقاليم الأربعة والثلاثين الأفغانية، خلال العام الحالي.

وقال متدرب من طالبان في إيران للصحيفة: "لقد بدأ تدريبي في كرمان شاه قبل عشرة أيام من حلول شهر رمضان"، وهناك ما بين 500 و600 من نظرائه في عدة مواقع تدريبية بإيران.

وتم استجواب المتدرب الأفغاني في أفغانستان، بعد أن عاد مؤخرا إلى منزله لقضاء إجازة عيد الفطر، وقال: "نتعلم هناك كل شيء، بدءا من التكتيكات إلى مهارات القيادة والاستقطاب، وصناعة القنابل والتدرب على الأسلحة، أما المدربون فهم من القوات الإيرانية الخاصة، لكن عددا منهم يستطيعون الحديث بلغة الباشتو ويعاملوننا بشكل جيد جدا".

وجاء تركيز إيران على حركة طالبان بمثابة رد على تزايد الضغوط الأمريكية وفرض الرئيس دونالد ترامب عقوبات على إيران، فيما كانت طهران تراهن على الاتفاق النووي للتخلص من العقبات الاقتصادية التي تواجهها.
الجريدة الرسمية