كونتينر سيارات النقل يهدد سلامة الطرق.. يدمر عائلة بأكملها في اتجاه السويس.. إصابة مواطنين في حادث بنفق زهراء المعادي العام الماضي.. وخبير دولي: فشل المنظومة المرورية وجهل السائقين السبب

«الكونتينر» رغم تعدد فوائده إلا أن التعامل معه بأسلوب خطأ يتسبب في كوارث جمة، فقد تعددت ضحاياه على الطرق السريعة، نظرا لعدم وجود رؤية واضحة وسليمة لاستخدامه، فتسبب في عدة انتكاسات، كان لابد من لفت الأنظار إليها، والعمل على معالجتها. 

وفاة عائلة
تسبب الكونتينر في تشريد عائلة كاملة، حيث روت مواطنة تدعى "عائشة"، تفاصيل مصرع نجلها إثر سقوط كونتينر نقل على سيارتها الملاكي على طريق السويس، مشيرة إلى أنها فوجئت بسقوط الكونتينر على سيارتها، الأمر الذي أدى إلى وفاة طفلها "سليم"، وتعرض نجلها الآخر البالغ من العمر 10 سنوات إلى كسر في الجمجمة، وتعرض ابنتها إلى كسر في جميع أنحاء جسمها.

وأضافت "عائشة" خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "مساء dmc" المذاع عبر قناة "dmc": أن سيارتها الملاكي تهشمت بالكامل، وتسبب سقوط الكونتينر بتسويتها بالطريق، متسائلة: من المسئول على تحميل وتأمين الكونتينر ومخالفات النقل؟

وأشارت إلى أن الحادث وقع منذ أسبوع، ولم يتم عقاب السائق أو الشركة التي يعمل بها، مضيفة: "هناك 3 تقارير مختلفة عن الواقعة وأحدها اتهمها وشقيقتها التي كانت تقود السيارة بالإهمال والتسبب في القتل الخطأ لأبنائها"، معقبة: "يعني ولادي ماتوا واحنا كمان اللى موتناهم؟!!"

نفق المعادي
في العام الماضي، تسبب انقلاب حمولة كونتينر لسيارة نقل داخل نفق زهراء المعادي في الاتجاه القادم من محور الزهراء حتى طريق الأوتوستراد، في إصابة بعض المواطنين مما تسبب في حدوث كثافة مرورية، وانتقل رجال المرور إلى المكان لتسيير حركة السيارات، فيما تم الاستعانة بلودر لسحب الكونتينر من النفق.

ميكانيكي
وتلك الأزمة لم تكن وليدة العصر الحالي، ففي عام 2012 لقي ميكانيكى مصرعه؛ إثر سقوط كونتينر محمل بالرخام من أعلى مقطورة سيارة نقل، أثناء قيادته سيارته بمنطقة شق الثعبان بالمعادى.

وتبين من التحريات، أن عطلا مفاجئا بفرامل النقل، أدى إلى رجوعها للخلف، واصطدامها بالجزيرة الوسطى، وسقوط الكونتينر على سيارة المجني عليه الذي أدى لوفاته، تحرر محضر بالواقعة وباشرت النيابة التحقيقات.

الحلول
يقول "يسري الروبي" الأكاديمي والباحث في علوم شئون المرور والخبير الدولي للمرور والإنقاذ والتدخل السريع في الحوادث في الشرق الأوسط، أن الكونتينر ليس سببا أساسيا في الحوادث، ولكنها ناجمة عن فشل المنظومة كاملة، فهناك أخطاء في التجهيزات الفنية للطرق، بالإضافة إلى جهل السائقين بقواعد المرور المنصوص عليها في القوانين، منوها على أن مصر بحاجة لتعديل كامل للمنظومة.

وأضاف أن الحلول العلمية والعملية والعالمية تكمن في توافر الإرادة السياسية للحل، والاستعانة بخبراء يضعون خطط لكيفية إنشاء الطرق بالأسلوب المتعارف عليه دوليا، فضلا عن تشريع وسن قوانين تخدم المنظومة، واستمرارية الشرطة في الرقابة على المخالفات، مؤكدا على أن أهم قاعدة في تحسين منظومة الطرق، التعامل مع المارة على أنهم متساوون وعدم التفريق بينهم على أساس مناصب أو قيادات، إلى جانب نشر الوعي بالثقافة المرورية وقواعد المرور، فتطبيق المنظومة الناجحة في مصر بحاجة إلى تعليم وتدريب ومعلومات وتغيير.