رئيس التحرير
عصام كامل

صفقة الجنوب السوري.. الأسد أبرز الرابحين وإيران أكبر الخاسرين

بشار الاسد
بشار الاسد

بدأ الجيش العربي السوري التحضير لخوض معركة "الجنوب السوري" ضد الفصائل السورية المسلحة الموجودة بالمنطقة، وسط الحديث عن صفقة سياسية كبرى بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، يشكل فيها بشار الأسد الرابح الأكبر، في ظل الحديث عن مخاوف إنسانية جديدة.


صفقة الجنوب السوري
وأفادت تقارير إعلامية عديدة عن صفقة بين موسكو وواشنطن وعمان، بما يضمن تلبية تطلعات إسرائيل لإبعاد إيران من حدودها، وتعزيز مكاسب النظام السوري قبل الانخراط في عملية سياسية تستعجلها روسيا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن بلاده والولايات المتحدة والأردن اتفقت على عقد اجتماع في منطقة «خفض التصعيد» في جنوب سوريا.

وتُعطي «صفقة الجنوب» التي تأتي على حساب طهران وميليشياتها، دفعة إضافية للمضي بالحل الروسي للأزمة السورية، على رغم تضارب مصالح القوى المؤثرة على الأرض، فيما تضمن سيطرة النظام على طريق بغداد- دمشق ضمن المحور الواصل من طهران إلى بيروت، كما تمنحه نصرًا ماديًا ومعنويًا بإعادة الأمور على الجبهة مع الجولان إلى ما قبل الأزمة السورية، وتضمن بوابات العاصمة من الجنوب والغرب في شكل كامل.

ورقة إيران وحزب الله
من جانبه قال المحلل السياسي اللبناني، نضال السبع، إن الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد استخدم بذكاء ورقة إيران وحزب الله في صفقة الجنوب السوري، عبر التلويح بوجود قوات إيران وحزب الله في معركة الجنوب، وهو ما أدى إلى موافقة إسرائيل والولايات المتحدة بالتخلي عن فصائل الجنوب مقابل ابتعاد إيران وحزب الله عن التواجد في مناطق الحدودية الموازية لإسرائيل.

وقال السبع: "لوح الأسد بورقة التواجد الإيراني في الجنوب السوري، أجبر إسرائيل على التخلى عن الفصائل السورية المعارضة مقابل ابتعاد إيران قليلا عن الحدود".

وأضاف "السبع" على "تويتر": "عدم اشتراك إيران وحزب الله في معارك الجنوب إلى جانب تفكيك قواعد الصواريخ القريبة من الجولان، في المقابل تتخلى إسرائيل والولايات المتحدة عن الفصائل السورية في الجنوب، ويتم تأجيل بحث مصير قاعدة التنف إلى مرحلة لاحقة، هذه هي أبرز عناوين صفقة الجنوب السوري".

موافقة إسرائيلة
صفقة الجنوب السوري، حظيت أيضا بموافقة إسرائيلية، حيث نقلت القناة الثانية العبرية عن مصدر رفيع المستوى قوله إن تل أبيب «وافقت على انتشار قوات الجيش السوري على حدودها الشمالية»، مشيرًا إلى أن الاتفاق تم بوساطة روسية، وذلك قبل يومين من لقاء يُعقد في موسكو بين وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ونظيره الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان.

وأضاف أن الاتفاق يضمن «انتشار الجيش السوري في مواقع على الحدود مع إسرائيل، ولقاء ذلك، يعد الروس بعدم وجود الإيرانيين وحزب الله هناك».

وأكد المحلل السياسي طوني أبي نجم، على دور تفاهمات دولية حصلت قبل انطلاق المعركة، ومن أهم محطاتها، حسب أبي نجم، زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، و"انسحاب القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها من حزب الله وغيره" مسافة 30 إلى 40 كيلو مترًا بعيدًا عن الحدود مع الجولان المحتل.

واعتبر أبي نجم، لـ"برنامج مسائية" على قناة "DW" عربية أن "النظام السوري ينفذ الجزء المتعلق به من المخطط بين إسرائيل وروسيا، الذي تم بالاتفاق مع الولايات المتحدة"، فإلى أي درجة هناك تنسيق فعلي بين كل هذه الأطراف الدولية لإعادة إنتاج النظام السوري وإعادة فرض سيطرته على آخر معاقل المعارضة المسلحة في الجنوب السوري، وعلى مهد الاحتجاجات التي انطلقت ضده قبل أكثر من سبع سنوات.

أزمة إنسانية
ولأن كل صفقة في سوريا تأتي على حساب المدنيين، فقد كشفت تقارير حقوقية عن فرار 120 ألف مدني من مناطق الصراع في الجنوب السوري.

ودعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين كافة أطراف النزاع في سوريا لوضع حد للعنف المتفاقم في محافظة درعا، والتقييد بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي.

وقال الحسين في بيان له اليوم الجمعة: "أفادت التقارير بأن الآلاف هربوا من منازلهم، لكن الخطر بأن يؤدي تصعيد الاقتتال إلى محاصرة العديد من المدنيين، بين نيران قوات الحكومة السورية وحلفائها من جهة، ومجموعات المعارضة المسلحة وداعش من جهة أخرى".

وأضاف أنه: "وردت إلى مكتبنا تقارير تفيد بأنه لم يسمح، خلال الأيام القليلة الماضية للمدنيين بالانتقال إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة في مدينة درعا ومحافظة السويداء، عبر نقاط تفتيش حكومية تقع في المناطق الجنوبية الشرقية والغربية من درعا، إلا مقابل تسديدهم مبلغا ماديا".

وتابع: "وزيادة على الوضع السوداوي المتأزم، أشارت التقارير إلى أن مقاتلي داعش المسيطرين على منطقة حوض اليرموك في الجزء الغربي من محافظة درعا، لا يسمحون للمدنيين بمغادرة المناطق التي تقع تحت سيطرتهم".
الجريدة الرسمية