رئيس التحرير
عصام كامل

«معايرة الأطفال جريمة من نوع خاص».. تلميذ يشنق نفسه لمعايرته بالرسوب.. طالب يقتل زميله.. صعوبة النطق وراء انتحار طفل دار السلام.. إشعال النيران في سيارات الجيران «الأبرز».. وخبير ن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أسوأ طاقة سلبية يمكن إعطاؤها لطفل هي المعايرة، تلك العادة السيئة حذر منها خبراء علم النفس كافة نظرا لخطورتها على الطفل والمحيطين به، والواقع أكبر دليل على ذلك بعدما كثرت جرائم الأطفال بسبب المعايرة.. فيما يلي استعراض لحوادث ارتكبها الأطفال بسبب معايرتهم، وكيفية التعامل مع تلك القضية من وجهة نظر خبراء علم النفس.


الانتحار
أنهى تلميذ بالصف الأول الإعدادي حياته شنقا، داخل منزله بمحافظة جنوب سيناء، اليوم الخميس، عقب معايرة والديه له بنتيجة العام الدراسى، ورسوبه في 5 مواد.

تعود تفاصيل الواقعة، عندما تلقى اللواء طارق مجاهد مدير أمن جنوب سيناء، إخطارا بانتحار "أحمد. ع" 14 سنة، تلميذ، والعثور على آثار حبل حول رقبته، وكشفت التحريات أن والدي التلميذ عايراه نتيجة رسوبه، فانتظر خروجهما من المنزل، وقام بربط حبل بغرفة منزله وشنق نفسه.

المعايرة والانتحار
ارتبطت المعايرة كثيرا بحوادث الانتحار، لم يمكن لأحد أن ينسى حادث شنق طفل نفسه في دار السلام بالقاهرة، بسبب معايرة زملائه له بصعوبة النطق، وعثر على جثة الطفل معلقة في "جنش حديد" بسقف إحدى حجرات المنزل في مارس الماضي.

وتبين من التحريات أن الطفل 14 عاما كان يمر بأزمة نفسية، وأنه كان يقيم مع والدته و4 أشقاء بعد انفصالها عن والده، وأكدت والدة الطفل، أنه كان يمر بأزمة نفسية بسبب معايرة زملائه في المدرسة له بسبب صعوبة النطق، مما دفعه لترك المدرسة ورفضه الذهاب إليها منذ بداية العام الدراسى، مضيفة: "كان دائما يأتي من المدرسة باكيا ولم أكن أدرى أن حالته النفسية ستزداد سوءا للدرجة التي تدفعه للانتحار"، وأوضحت أنها في يوم الواقعة دخلت حجرة نوم شقيقته وفوجئت به مشنوقا بإيشارب معلق بقطعة حديد في سقف الحجرة، فظلت تصرخ وتستغيث بالجيران، ولم تتهم أحدا بارتكاب الواقعة.

يقتل زميله
لم تتوقف عواقب المعايرة عند الانتحار، فقد انهال طالب إعدادى منذ شهرين، على زميله بشومة على رأسه عقب خروجهما من أحد الدروس الخصوصية بطوخ بمحافظة القليوبية، بسبب معايرة المجنى عليه للمتهم برسوبه في الامتحانات، فنشبت بينهما مشاجرة انتهت بقيام المتهم بضربه على رأسه فلقي مصرعه في الحال، وتوجه المتهم من تلقاء نفسه إلى نيابة طوخ وقام بتسليم نفسه.

حرق السيارات
وفي واقعة أخرى، أقدم طالب على إحراق جراج ما أدى لتفحم 9 سيارات بمنطقة الساحل بمحافظة القاهرة، في أغسطس 2016، لقيام جاره بمعايرته على رسوبه في الامتحانات.

البداية عندما ورد بلاغ لقسم شرطة الساحل مفادة نشوب حريق داخل جراج بمنطقة الساحل، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث وتمت الاستعانة برجال الحماية المدنية لإخماد الحريق، وبالفحص تبين تفحم 9 سيارات ملاكي ووجود شبهة جنائية في الحادث، وبعمل التحريات دلت أن وراء ارتكاب الواقعة "أحمد" طالب، وبتقنين الإجراءات القانونية ألقي القبض على المتهم.

وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة لقيام جاره بمعايرته على فشله في الدراسة ورسوبه المتكرر، وفي يوم الواقعة قرر الانتقام وقام بإشعال النيران في سيارة جارة، وانتقلت لباقي السيارات الموجودة في الجراج، وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة للتحقيق.

الخبير النفسي
على الجانب النفسي، يقول أحمد عبد الله، أستاذ علم النفس والخبير النفسي إن المعايرة تأتي من المقارنة، وهو نوع من الغباء الإنساني، لأن لكل إنسان ظروفه وله معطيات مختلفة عن غيره، فلا بد أن يعي أولياء الأمور جيدا عواقب ذلك على الأطفال، وأنه انتهاك نفسي للطفل سيؤدي إلى عدة جرائم قائلا: «إذا أردت أن تكون واعيا عليك ترك المعايرة وأسلوب المقارنات».

وتابع: أما بالنسبة للأطفال نحن بحاجة لإقناعهم بأن كل شخص مختلف عن الآخرين، وأن كل مواطن يملك جوانب إبداعية وعقلية، وأنه قصة فريدة من نوعها مختلفة عن غيرها، وأن مقارنته بغيره أو معايرته بعيب لا قيمة له، وإذا انطلق صوت المقارنة من داخلك أو من حولك فلا تلتفت إليه.
الجريدة الرسمية