رئيس التحرير
عصام كامل

من "الإسلام هو الحل" إلى "قوم أقف وأنت بتكلمنى"


حينما شعرت بخطر خسارتها معركة الرئاسة ابتدعت أكذوبة "قوتنا فى وحدتنا"، حتى إذا ما تمكنت سياسيا وانتصرت بـ"لمس أكتاف" على العسكر وأجهزة الدولة البيروقراطية، بات شعارها الأكثر ترديدا "معا نبنى مصر"، حتى إذا ما انتهت مرحلة التمكين بسطوها على البرلمان القادم، بعد حيازتها الرئاسة والدستور والحكومة والأجهزة الأمنية، حولت الشعار مجددا إلى "إن لم تقدم حلا فأنت جزء من المشكلة" ثم "شوف لك صرفة".


وبدأت الجماعة شعاراتها السياسية بسيفين وإشارة إلى "الإسلام" كحل لأزمات من تخاطبهم، وطورتها إلى "نحمل الخير" فى حديثها لشعب جائع تتزايد الأعباء على عاتقه، خاصة فى المرحلة الانتقالية التى لم يميز كثيرون أداء القوى السياسية تحت وطأة الأزمة الاقتصادية.

الشعار القادم للجماعة سيكون "قوم أقف وأنت بتكلمنى"، تطبيقا لحالة التمكين والردة على "العيش والحرية والعدالة والكرامة"، مع تزايد الهجمات الإخوانية على المصريين من جهات شتى.

اقتصاد يُدمر عن عمد بغرض إسقاط القيمة الحقيقية لأصول الدولة، تلاعب بالسلع الأساسية للفقراء لرفع أرباح تجار الجماعة وبقاليها، اقتراض على المشاع دون تمييز وصل حد الاتصال ببنك "جى بى مورجان تشايس" الأمريكى المملوك ليهود، لتفادى رفض صندوق النقد منح حكومتها القرض قبل انتخابات البرلمان المقبلة، حصار بشع للقضاء وتشويه لسمعة رجاله، ملاحقات مستمرة للنشطاء واستنزافهم ماديا بالكفالات، وتصالح مع رموز نظام مبارك فى هدوء مع استعادة أساليبه فى إهانة كرامة المصريين فى الشوارع وداخل أقسام الشرطة ومقار الاحتجاز والسجون.

جرائم النظام بحق الثورة وشعب مصر لا يراها المتواطئون مع الجماعة وحملة مباخر مرشدها ومندوبها فى قصر الرئاسة، فقد انتهت رؤيتهم لمستقبل الوطن تحت أقدامهم ومع تنامى مكاسبهم، بزعم قصر الدعوة إلى استكمال الثورة على "جبهة" من الساسة أو الخاسرين فى معترك انتخابى، لتكسب الجماعة كحكم مبارك "موالاة" جدد على شاكلتها، مهمتهم "الشرشحة" و"فرش الملاية" لكل معارض لولى نعمتهم، عبر مقالات صحفية ولجان إلكترونية ومنابر دور العبادة وزيارات تطييب خاطر المفقرين فى مناطق وجودهم.

الموالون وحدهم يستطيعون تبرير حضور وزير "الحلة" الإخوانجى بفيلمه "الثقافى" إلى كيان لا يحتمل أزمات جديدة، والمجىء بمندوب مبيعات وزيرا للاستثمار، مع الطبطبة على وزير أخونة الخبز والبوتاجاز والترويج لنشاطه، وإقناع الناس بحتمية الإبقاء على رئيس وزراء "تعبان مُلة" بتعبير أوساط خرج منها متهمون بالاعتداء على موكبه.

ولأن لكل غباء مريديه، سيشكل موالو الجماعة وحكمها الطبقة الوسطى مستقبلا حال استمرار حكمها، ولأن الممانعة أكبر وسط جيل يحتفظ كثيرون داخله بثوريتهم وتدخر أوضاعهم المعيشية أسباب استمرارها، جاءت حركة "تمرد" ردا مثاليا على سياسات الجماعة وعمليا على أبواقها، وللمرة الثانية تعترف جبهة ساسة "الإنقاذ" عن غير قصد، بسبق جيل الشباب لها بعد أن سبقها الشارع إلى حقيقة المشهد، فيما عادت الأحزاب التاريخية والناشئة معا إلى تقاليدها متباطئة فى تنظيمها وتحركاتها، اللهم سوى قليل ضم نشطاء حقيقيين نزلت على رؤيتهم خبرات المحنكين تنظيميا.

المعادلة الثورية تتزن بمقاطعة تجار الجماعة وبضاعتهم السياسية والتموينية داخليا، وملاحقة نظامهم دوليا بخلق مناخ ملائم لفضح ممارساته وسياساته المهددة أهداف وشعارات الثورة، مع الكشف عن مؤامراته الساعية إلى تقويض البلاد بديون لن تستفيد بها الأجيال الحالية ولن تحتملها القادمة، وإيضاح تفاصيل مشروعه الاستبعادى المناهض للحقوق والحريات الشخصية والعامة، وخطورته على السلام المجتمعى.

توحيد الجهود وتنظيم الصفوف وبناء نموذج لمشروع وطنى واقعى، والملاحقة والتقاضى الدوليان، أسلحة حقيقية ضد جماعة تقود برعاية أمريكية - قطرية، قبل أن نضطر لارتداء الطراطير الملونة المميزة لنا عن "العرق النقى" ذى الفراء الأملس.

الجريدة الرسمية