لا يوجد مبرر للشتيمة
استقبلت عدة رسائل تبرر الشتيمة التي تعرض لها منتخبنا الوطني في روسيا، وأن الناس معذورة، وكان نفسهم يفرحوا، لكننى سأظل عند وجهه نظري وقناعتى، أن الشتيمة عيب ومرفوضة تماما، ولا تبرر من الأساس، إذ إن كل إنسان يعبر عن تربيته ومجتمعه، وكيف يتفاعل هو مع الأحداث.
مع مرور الوقت أصبحنا نردد ما لا نفكر فيه، رغم أن معادن الناس الحقيقية تظهر عند الأزمات، كيف يتعاملون مع الأمور، وكيف يفكرون، وما هي قناعاتهم وردود أفعالهم.. وللأسف نحن لا نعيش وحدنا بل نعيش وسط أمم يلاحظون ذلك جيدا، وسنرى طفل اليوم رجل الغد قد نشأ على نفس الثقافة التي تربى عليها، وأن الايذاء البدني واللفظي لن يغير شيئا، إذ إنه إيذاء في النهاية، فعندما نحسن التواصل تتحسن الحياة، ونرى جيلا يحترم وطنه ومقدراته ويحترم تاريخه وحاضره ومستقبله.
لم أكن أتصور يوما أنه سيوجد من يبرر قذف الآخرين بالصفات التي لا تليق، إذ تناسوا أن هناك سجلا إلهيا يكتب ما تلفظ السنتهم في كتاب يسجل ما نعمل وما نقول، ليكون لنا أو علينا يوم تطوى الصحف، ونقف أمام الله فرادى، نلقى جزاءنا وقد تهوى بنا كلمة إلى النار بحصاد ما نطق به اللسان.
نريد أن نسترد قيما جميلة مضت بهذا الشعب، كنا ننتقى منها كلمات تدل على طيب المنشأ وروعة التربية، كنا نسمع كلمة عيب، وكلمة حرام، حينئذ سيبزغ فجر يوم جديد نرى فيه الناس يقولون للناس ما يرضونه لأنفسهم ويفعلون ما تمليه عليه ضمائرهم.. عندئذ سنكون شيئا رائعا.
منا من يسعى للتعلم لإحداث أثر إيجابي، ومنا من يتبع آخرين يثق فيهم ويفعل أيضا شيئا، ومنا من يكن قاضيا على كل الأمور، وينتقد ولا يفعل شيئا، فلا شك أننا ستتغير ثقافتنا خطوة خطوة من ثقافة الشتيمة إلى إحداث الفعل بالعمل من أجل إحداث أفضل الأثر.
لا تكن قاضيا لأنك في مقاعد المتفرجين بل تقدم إلى الملعب أولا لتكتشف الكثير من التحديات بنفسك على أرض الواقع، حينئذ ستكون أكثر حكمة، ولا تكن متحدثا دون أن تقرأ أولا وتتعلم، حينئذ ستعرف أن كل حكم أصدرته اليوم سيختلف تماما عن حكمك على الأمور غدا، نظرا للقيمة المضافة التي اكتسبتها من العلم والخبرة. حينئذ سنحترم أنفسنا وسيحترمنا الآخرون.