فنجان قهوة غير مضبوط
يوجد في العالم حولي خمسة وعشرين مليونا من مزارعي البن أغلبهم في أمريكا الجنوبية، ويقدر الخبراء أن نحو تسعين في المائة من مزارع البن لن تستعمل بسبب تغير المناخ المحتمل في العام ٢٠٥٠..
ولهذا نقول إن مستقبل فنجان القهوة غير مضمون، لأن ارتفاع درجة الحرارة وحدوث الجفاف زادت احتمالاته، مما يؤدي إلى صعوبة زراعة البن، وارتفاع ثمنه وتصرح شركات بيع القهوة بأن التغير في المناخ الذي تأكد أخيرًا سوف يلعب دورا مؤثرا في سلامة فنجان القهوة وكفاءته.
وفِي البلاد المستهلكة للقهوة مثل الولايات المتحدة الأمريكية فإن معدل شرب القهوة هو ثلاثة فنجان (mug ) لكل شخص يوميا، ولَك أن تتخيل كمية القهوة التي يشربها "أنكل سام" يوميا والتي قد تملأ البحر الأحمر. وأغلب هذه القهوة تأتي من أمريكا الجنوبية من كوستاريكا.
وبدأت شركات صناعة القهوة تستشعر الخطر القادم فبدلا من شراء البن فقط تدخلت للعمل مع المزارع الصغيرة لاحتواء عامل التغيير في المناخ بتقديم البذور ومراقبة الإنتاج وعمل اقتراحات لطرق جديدة للإنتاج، وفِي الواقع فإن شركات صناعة القهوة هي من يقوم بعمل شيء ذَي قيمة.
وعادة تذهب الشركات إلى حيث وفرة محصول البن في حزام البن، والذي يمتد من أمريكا الوسطي إلى صحاري أفريقيا وآسيا، وتقوم شركة ستار بك لصناعة القهوة بدور كبير في إنشاء مراكز دعم في البلاد المنتجة للبن لمساعدة المزارعين وإنتاج البن.
وتقول شركة ستار بك إنها صرفت ٥٠٠ مليون دولار في عدة بلاد منتجة للبن لمساعدة المزارعين لإنتاج محاصيل للمحافظة على تجارة البن، وبالتالي على تجارة صناعة القهوة لإرضاء العملاء محبي شرب القهوة، وتقديم النكهة المميزة بفنجان القهوة التي اعتادوا عليها.
على كلٍ ليس من المستبعد أن تطلب في المستقبل فنجان قهوة غير مضبوط وكوب ماء غير قراح، وكان الله بالسر عليما، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.