رئيس التحرير
عصام كامل

غيبوبة «أبو ريدة» وغياب «صبحي»!


كيف يمكن لمسئول -أي مسئول- أن يظهر على شاشات القنوات الفضائية ويلتقي الشعب الذي من المفترض أنه يعمل عنده ومهمته تمثيله بشكل لائق وإسعاده بكل وسيلة ممكنة وفي كل مناسبة، ويحصل على مخصصاته منه ومن الضرائب التي يدفعها أبناؤه ثم يطل عليهم ويقول كلاما غير الذي ينتظرونه جميعا؟! أي مسئولين هؤلاء وأي وجوه تلك وأي دماء تجري في عروقهم؟!


ما لا يعرفه الكثيرون أن شرعية وجود أي شخص في أي موقع من مواقع المسئولية لا تفرضها على الناس فرضا أي انتخابات أو قرارات صدرت واتخذت، إنما الشرعية التي نعرفها وتَعرفها القوانين والعلوم السياسية ومعهدها ومراجعها هي "حجم الرضا".. ولذلك شرعية الأشخاص في حجم الرضا عنهم وشرعية الأنظمة في حجم الرضا عنها وشرعية الإجراءات أو القوانين في حجم القبول الشعبي لها وهو ما يؤدي إلى "الرضاء العام" وهكذا..

كثيرون أدركوا ذلك ورفض الرئيس الفرنسي الأشهر تولي السلطة بعد حصوله على الأغلبية الكبيرة في الانتخابات الفرنسية، لكنه كان اشترط حصوله على ثلاثة أرباع الأصوات.. وحصل على أقل منها بكثير.. فاعتذر! واستقال رئيس وزراء ماليزيا الأسبق عبد الله بدوي لمجرد نتائج هزيلة حققها حزبه وشعر معها بالحرج! وفي لبنان استقال وزير الداخلي بشارة مرهج لمجرد تخفيض الصلاحيات! وهكذا الأمثلة عديدة جدا من رؤساء ورؤساء وزراء ووزراء ومسئولين كبار!

وطبقا لما سبق فقد اتحاد الكرة شرعيته ولم يعد مقبولا استمراره في ظل حالة غضب عارم لم تشهد البلاد إجماعا عليها إلا مع الإخوان! وكان الإجراء الطبيعي والمنطقي الاعتذار وعربون قبوله هو الاستقالة! أما صيغة "فشلنا تماما وفضحناكم ولم تزل فضائحنا مستمرة لكن سنبقى على قلوبكم" فهي مرفوضة وهي ليست من سمات الدول المتحضرة ولا العصرية!

أما وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحي حتى لو القانون يقيد صلاحياته تجاه اتحاد الكرة لكننا نبقى في انتظار قرار أو تصريح أو كلمة أو حتى إشارة تخص ما جرى وتقول إنه موجود ويتابع.. إن كان يرى أن ما جرى يستدعي منه قرارا أو تصريحا أو كلمة أو حتى إشارة! احترموا أنفسكم واستقيلوا وإن لم تستطيعوا فاحترموا شعب مصر.. واستقيلوا أيضا!
الجريدة الرسمية