رئيس التحرير
عصام كامل

5 آلاف داعية في مهمة تصحيح المفاهيم المغلوطة بالخارج.. جابر طايع: المصلحة الوطنية والشرعية تقتضي عدم إقصائهم من الفتوى.. و«حمودة» يؤكد ضرورة إيصال الصورة الصحيحة للدين الإسلامي

فيتو

سوء الفهم أحد أسباب انتشار التشدد في العالم الإسلامي، كشفنا للغرب وقوف المجتمع ضد جماعة انحرفت عن أهداف الدولة.

ما يزيد عن 5 آلاف عالم وداعية من وزارة الأوقاف حملوا رسالة الأزهر الشريف الوسطية لنشرها في مختلف دول العالم، من خلال البعثات والإيفاد والتعاقد مع المراكز الإسلامية في الدول الغربية، ووضعت شروطا واختبارات في القرآن الكريم كاملًا، والتفسـير وعلوم القرآن، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، والمعلومات العامة والسمات الشخصية لانتقاء صفوة الصفوة من أئمتها.


وبجانب الدوري الدعوي، لعب الأئمة والدعاة في الخارج دورا بارزا منذ ثورة 30 يونيو، في التصدي للأفكار العدائية التي كانت وما زالت تنشرها الجماعات الإرهابية، بهدف تشويه صورة الدولة والنيل من الرموز الوطنية والدينية، وفي هذا يقول المتحدث باسم وزارة الأوقاف الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني، أن أئمة الأوقاف الذين ينشرون الفكر الوسطي، ويقومون فعلا بعملية الإفتاء في المراكز الإسلامية بمختلف دول العالم، لا يجوز إقصائهم من الفتوى؛ لأن المصلحة الشرعية والوطنية معا تقتضيان عدم إقصاء الأئمة، وأن أي إقصاء للأئمة يفسح المجال لفتوى غير المتخصصين الذين سيملأون القرى والنجوع بالأفكار المتطرفة والمتشددة.

الأكفأ وأحسن الدرجات
وأكد، المتحدث باسم وزارة الأوقاف أن الأئمة الذين يتم اختيارهم لبعثات الخارج ينتقون بعناية شديدة جدا ومؤهلين للفتوى بالخارج؛ لأنه يمثل الدولة المصرية، وهو أيضا تمثيل للأزهر والأوقاف، مضيفا: عدد الأئمة في الخارج يزيد عن 5 آلاف داعية بناءً على بيانات شئون العاملين، وهناك ما يزيد عن 50 ألف إمام لو تركوا الساحة الدعوية لانتشرت الفتاوى الشاذة بين الناس من الجماعات المتطرفة، فهم نماذج مشرفة للأزهر الشريف وسفراء هداية وسلام لمصرنا الغالية.

مكانة الأزهر
وأوضح، الشيخ أبو بكر سليمان، إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية، في تصريح لـ"فيتو" أن للأزهر الشريف والأوقاف، مكانة عظيمة في قلوب المسلمين في كافة الأقطار، فكانت بداية بعثاتي للخارج من وزارة الأوقاف في 2007؛ لإحياء ليالي شهر رمضان، في المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف في سويسرا وكانت تجربة أولى مختلفة عن الأجواء في مصر؛ خاصة وأن جنيف كانت تضم جميع الجنسيات بلا استثناء، ويوجد معنا عرب 48 وقابلت الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى في تلك البعثة.

تصحيح المفاهيم
وعن دور الأئمة في تصحيح المفاهيم المغلوطة تجاه الدولة المصرية في الخارج، أكد إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية بعد ثورة 30 يونيو، "كنا نوضح للغرب بأن المجتمع المصري كان يقف صفا واحد ضد جماعة كانت شاردة عن الصف الوطني، وكنت أبين لهم أن تلك الجماعة كانت شاردة عن المجتمع كله، فحينما اندمجت قبل ذلك بسنتين أخذت فرصتها ثم انحرفت وشذت عن الصف وأهداف الدولة المصرية، ما دفع المجتمع للتصدي لها وكان لأئمة الأوقاف في الداخل والخارج دور محوري في ردع أفكار تلك الجماعة، التي تقوم على فكرة السمع والطاعة العمياء".

إلصاق التهم
من جانبه، أشار الدكتور أيمن أبو عمر، مدير إدارة الفتوى بوزارة الأوقاف، إلى أن هناك مفاهيم التبست على الكثير في الدول الغربية بعد انتشار الإسلاموفوبيا مؤكدين على أن الأزهر والأوقاف يؤدي رسالته في نشر الفكر والدين الصحيح على مستوى العالم وتبليغ رسالة الإسلام ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة والوسطية والموعظة الحسنة؛ لأن الإسلام براء من تلك التهم، مشيرا إلى أن الجاليات الإسلامية يكون لديها فرحة كبيرة بأي موفد من الأزهر والأوقاف؛ لأنهم يعلمون قيمة من تعلم في الأزهر.

تجربة شخصية
ويضيف مدير إدارة الفتوى، "بدأت مع الإيفاد للخارج من 2008 إلى 2013 في مسجد المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف في دولة سويسرا ومن 2014 وحتى 2018، في أكبر مساجد ليون الألمانية، وفي تلك الفترة كنا نقابل كافة الجاليات الإسلامية من مختلف الجنسيات، كان لنا محاضرات بعد الصلوات المفروضة، بالإضافة إلى بعض اللقاءات والدروس في النوادي ومع شباب المسلمين الذين كنا نتحاور معهم في الأمور الدينية، وكانت تهتم وسائل الإعلام الأوروبية والصحف بزيارتنا لتلك المساجد الكبرى، ففي ليون دائما ما تذاع الخطبة عبر الراديو بالإضافة إلى مسابقات القرآن الكريم التي تجرى كل عام، ويحرص المسئولون في الغرب على زيارة المسلمين لتهنئتهم بالمناسبات الدينية مثل شهر رمضان الكريم والعيد".

وعن الفرق في الدعوة بين مصر والخارج يقول أبو عمر: «لا يوجد فرق كبير وإنما توضع خطة لتناسب الزمان والمكان، فطبيعة الحياة في الخارج تتطلب داعية واعي يفهم طبيعة المجتمع والحياة والظروف؛ لأن الفتوى تتغير باختلاف الزمان والمكان والأشخاص؛ فربما بعض الفتاوى قد تصلح للأوضاع في مصر بينما هي لا تصلح للخارج، والعكس صحيح؛ وخير مثال على ذلك الإمام الشافعي عندما كان في العراق كان له فقه، وعندما جاء لمصر أصبح له فقه جديد، وينبغي على الإمام والداعية أن يُلم بطبيعة الحياة التي يعيش فيها بما لا يتصادم مع أيا من ثوابت الدين».

العدالة في الغرب
وعن أهم الأسئلة التي ترد للمبعوثين في الخارج يقول الشيخ عبد الفتاح فاروق إبراهيم حمودة، إمام وخطيب بالأوقاف؛ "كنت موفدا للخارج من عام 2007 في مدينة نيوشاتل سويسرا، وكانت ترد إلينا أسئلة بأن معظم دول الغرب تنعم بالسلام دون تطبيق الدين، فكنا نرد عليهم بأنه يجب الأخذ بالأسباب فتلك الدول والأنظمة تطبق القيم التي توجد في الإسلام، مثل العدل والأمانة مع أنهم غير مسلمين"، مشيرا إلى أن أسباب انتشار التشدد في العالم الإسلامي لسوء الفهم من بعض الأشخاص في بعض القضايا ونحن نعمل على إيصال الفهم السليم والصحيح من خلال تلك البعثات.
الجريدة الرسمية