ارحلوا..!
كم سنة وكم جيل خلف جيل لا يرى في المشهد الرياضي إلا مجدي عبد الغني وأبو ريدة ومعظم أعضاء الاتحاد؟ ومع كل التقدير والاحترام لأداء وسمعة من سبقوهم لكن كم سنة وكم جيل خلف جيل لا يعرف ولا يرى إلا سمير زاهر والدهشوري حرب والذي ظل اسمه يتداول "حرب الدهشوري" و"الدهشوري حرب" من فرط البقاء في المشهد!
سيقول الناس: ولكن هؤلاء يأتون إلى مواقعهم بالانتخاب، الأزمة فيمن يبقون في أماكنهم بغير رضا، وبلا إرادة من الناس؟ ونقول: يأتون بالانتخاب من الحلقة الضيقة ذاتها التي تضمهم ولا تتسع لغيرهم، الاختيار يتم من الدائرة ذاتها لا تريد أن تتبدل ولا تتحرك ولا تتغير ولا تستطيل فتضم آخرين معهم فتتسع عملية الاختيار!
المعني السابق خطير جدا.. ومعه لا نتصور أن بلد الـ100 مليون والـ27 محافظة والـ250 مدينة وحي، والـ5000 قرية غير قادرين على تقديم وإفراز مواهب وموهوبين بالآلاف إن لم يكن أكثر بكثير.. لا نتصور- والحال كذلك في النقابات والأندية والبرلمان والأحزاب وغيرها وغيرها- أن يبقى اختيار الناس أسيرا لـ500 قيادة يتم "تدويرهم" بين انتخابات وأخري.. بين ناجح وراسب.. بين من يجيء في المجلس المنتخب- أي مجلس- اليوم، ومن سينتظر بضع سنوات ليسقطه ويحل محله!
المدهش.. أن التوريث بدأ من هذه الدائرة الصغيرة جدا قياسا على بلد كبير، والتبريرات جاهزة وبعضها يقول: هذا نجل فلان وهو أولى.. وهذه دائرة فلان وابنه أولى.. وهنا قدم الرجل خدمات عظيمة، ونقترح أن نكرم اسمه في نجله، ونقترح أن يؤدي كذا وكذا!
مصر لم تعقم من الكفاءات والمواهب، اقضوا على الشللية ومجموعات المصالح وافسحوا الطريق لزهور تريد أن تتفتح، أو زهور تفتحت وتبحث عن مكان، مجرد مكان للبقاء، ولتؤدي دورها الذي تفتحت من أجله!
المطلب السابق ليس سهلا، دافع البقاء بالمصلحة وبالبيولوجيا سيدفع هؤلاء للمقاومة، وستكون حادة وربما عنيفة وسيظل تكافؤ الفرص بعيدا بعيدا، وهنا يصبح دور الدولة ضروريا بل قل حتميا، هذا إن كنا نريد دولة حقيقية تتدخل عند استدعائها، أو تصنع الاستدعاء للتدخل، فمصلحة البلاد والعباد تتطلب ذلك، واعتقادنا أنها ستفعل!
ارحلوا غير مأسوف عليكم!