«في عيد اللاجئين».. حياة بمذاق آخر بعيدًا عن الحرب (صور)
في عالم أكثر بهجة، انصهرت الحدود مع اختلاف الثقافات، حّلت الفرحة تمحو أهوال الحرب داخل حديقة الأسماك بالزمالك، في الاحتفال باليوم العالمي للاجئين والذي نظمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في مصر.. ففي أروقة الحديقة ظهرت المشاريع الصغيرة لعدد من مواطني الدول المشاركة في الاحتفال مثل إريتريا، اليمن، سوريا، والسودان.
مشروع صغير قررت أن تبدأه السورية نهلة الإمام، أن تساعد قريناتها ممن هُجِرن وطنهن سوريا واستقررن في مصر، غير أن الفكرة كان لها عظيم الأثر في نفوسهن.
وتقول نهلة إن الأحوال الاقتصادية الصعبة التي تعيشها سوريا بعد اندلاع الحرب فيها منذ سنوات جعلتها تنهش في منازل السوريات، فكان معظمهن ربات منزل ولم يخُضن تجربة العمل مسبقًا وكن يستطعن الطبخ الأمر التي دفعتها إلى منحهن دورة تدريبية في تحضير المأكل والمشرب حتى أصبحن محترفات ثم انطلق المشروع ففي مارس عام 2015، خرج "نكهة أهل الشام" إلى النور، وهو مشروع قائم على ضّم نساء معيلات لإعداد الطعام الشامي منزليًا وبيعه مقابل ربح مادي.. ٨ سيدات كن نواة الفكرة وبتقدم السنوات أصبحن حاليًا ٤٧ سيدة.
مبادرة "مجتمع واعٍ وأكثر أمانًا وحماية" أطلقتها لطيفة فتحي، مديرة رابطة سوريات المنظمة العربية لحقوق الإنسان، لحث المواطنين على الأكل الصحي وتجنب الوجبات السريعة مثل الشاورما السورية وغيرها، تضيف لطيفة "عايزين نوعي وندي فكرة للناس إنه إزاي الستات تقدر تنتج ويبقى اقتصادها حر ولا يمارس ضدها العنف".
في الجانب الآخر كانت السيدة اليمنية أم هيثم تجلس داخل إحدى الخيم وأمامها عدد من الملابس والمشغولات اليدوية لعرضها على رواد الحديقة "بننشر التراث اليمني كفكرة"، تعلن أم هيثم هدفها من الحضور اليوم.
ما تتعرض له المدن اليمنية من صراعات دموية، جعل اليمنيين المقيمين في مصر ومنهم عائلة أم هيثم، يتجهون إلى الاستقرار والتكيف مع الظروف المعيشية في مصر، مما دعاهم لإقامة مشروع خاص بهم لمواجهة ظروف الحياة خارج وطنهم الأصلي، وتقوم فكرة المشروع على تأجير الملابس التراثية اليمينة مقابل أجر مالي.
الموسيقى كانت وسيلة تعبيرهم، أن تحكي معاناتهم بالألحان، هذا ما فعلته فرقة الأمل الموسيقية، حيث قدمت خلال اليوم عرضًا يسمى "الكنداكا" المتوارث في شمال السودان ويحكي عن الحرب وما تعانيه البلاد من تدهور للحالة الاقتصادية في السنوات العشر الماضية خاصة بعد انقسام السودان إلى دولتين.
يسرد وليد موسى المدير الفني للفرقة تاريخها، حيث نشأت في مطلع عام 2015، وكانت لا زالت فرقة صغيرة مغمورة لا أحد يعرف عنها شيئا إلى أن استمرت في تقديم عروض فنية في المهرجانات والفعاليات المختلفة داخل السودان وخارجه حتى ذاع صيتها في كل شبر داخل السودان وانهالت عليها العروض الداخلية والخارجية.
أما بالنسبة لمشاركة الفرقة في حدث الأمس كان له مذاقًا مختلفًا فكانت بمثابة نقطة فاصلة في تاريخ الفرقة نظرا لأنها أقيمت في مكان مثل مصر وهى دولة محط أنظار العالم بأكمله مما سيكون سببا لانتشارنا في دول أخرى، والغناء بالنسبة لنا أمام عدد كبير وجنسيات مختلفة كانت تجربة مهمة بالنسبة لهم وهدفنا الأساسي هو نحب إسعاد الحاضرين..
على الجانب الموازي لفرقة الأمل ومن الجانب الموازي جغرافيًا في السودان وبالتحديد من الجنوب، ظهرت فرقة أبناء الفراتيت التابعة لمجتمع الفراتيت والذي يتكون من 27 قبيلة، ترجع تسمية الفرقة إلى كلمة إنجليزية معناها "آكلو الفاكهة" ربما هذا ما ظهر على الرسومات المنقوشة على ملابس أعضاء الفرقة التي كانوا يتمخترون بها يمينا ويسارا..
إحنا جايين النهارده عشان نبرز التراث بتاع أبناء الفراتيت" هكذا وضَح هتلر ماركو المسئول عن الفرقة السبب وراء حضورهم لفعالية اليوم، والذي أكد أنهم قدموا عددًا من العروض تحت قبة جامعة القاهرة ودار الأوبرا ومدينة الملاهي دريم بارك للسبب ذاته.