«السوريون يؤجلون عيدهم لحين سقوط الأسد».. «6 أكتوبر» تحتضن آلاف اللاجئين وآلام الشهداء تحاصرهم.. عيد الفطر يكشف معاناة الغربة والفقر.. سيدة: فرحتنا في توحد الائتلاف السوري والجيش ا
يكاد يجتمع غالبية السوريين في مدينة 6 أكتوبر بالقاهرة على أنه "لا فرحة للعيد حتى يسقط نظام الأسد"، فيما يطرح غالبيتهم "سؤالا.. كيف نحتفل بالعيد وما زال الشهداء يرتقون كل يوم بالعشرات؟".
بدأت الثورة السورية في مارس 2011، وقد اقترب العيد الخامس عليهم ما بين عيدي "الفطر والأضحى"، دون أن يهنأوا بأجوائه كما في السابق، حيث تشرذموا في جميع أنحاء العالم ودول الجوار.
وخلال جولة لـ "فيتو" لرصد صدى وأجواء عيد الفطر في مدينة 6 أكتوبر، والتي تعتبر المعقل الأكبر للسوريين الهاربين من الموت والقتل والعنف ببلادهم، قال محمد يوسف، شاب سوري صاحب محل بيع للشيوكولاتة: "منتجات الشيكولاتة قليلة بالنسبة للسوري، والعرض لا يناسب الطلب، والزبون السوري لا يشكل سوى 10% من المجموع العام، وأنا أعتمد على الزبون المصري" يستكمل يوسف حديثه: "القوة الشرائية بين السوريين ضعيفة، والزبون السوري فقير ولا يمتلك المال الكثير".
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا لدى مكتب تنسيق الشئون الإنسانيّة التابع للأمم المتحدة "أوتشا" في فرعه بالقاهرة يبلغ نحو 13 ألف سوري وسورية.
لكن يبدو أن الثورة والقتل والعنف واللجوء، الذي يمارس في سوريا، ليست العوامل الوحيدة التي تمنع الفرحة عنهم، فالكثير من السوريين يشتكي حاله المادي المتدني الذي يعيشونه.
بينما قالت "الحاجة سميرة - 55 سنة"، محاولة الحديث باللهجة المصرية: " لم نشتر شيئا ولا يوجد شيء ولا يوجد فلوس، نحن في المنزل معناش حتى مروحة في ظل هذا الحر الشديد".
وتفتح "سميرة"، التي تنتمي لمدينة معضمية الشام جنوب ريف دمشق، "كيس رمادي اللون" وتقول: "الجمعية السورية أعطتنا بيجامة نوم (ترنك) واحد فقط علما بأن لدي حفيدين".
ويتفق جلال محمد، بائع سوري في محل لملابس الرجالي، مع محمد يوسف، على أن القوة الشراء للسوريين ضعيفة ولا تتجاوز 20 % من مجموعة الشراء، مؤكدًا: "الشاب السوري لا يشتري الآن إلا حاجته الضرورية وقطعة واحدة فقط بنطلون أو قميص.. الكل لديه التزامات مالية مترتبة عليه من أجل المسكن والموصلات والمأكل والشرب".
لكل سوري أو سيدة سورية هم وطموح يراوده، متمنين تحقيقه لتكتمل فرحتهم بكل معنى الكلمة، ففرحة "سيدة -40 سنة - من سكان عربين في دمشق": "لن تكتمل ما دام الشهداء يسقطون في عربين وسوريا عامة"، في حين ترد ابنتها "الفرحة هي في توحد الائتلاف السوري والجيش الحر، لأنه بذلك يسقط النظام ويكون لنا نحن السوريين في الخارج أمل في العودة لبلدنا وهي الفرحة الكبرى".
وتعود السيدة الأربعينية، قائلة: "الجمعيات الخيرية لا تسد رونقا صغيرا من احتياجات الأسر السورية، وتحديدًا في العيد"، مضيفة: "بعد عزل مرسي، هناك شائعات كثيرة تشير إلى أن الحكومة المصرية سترحل السوريين بعد العيد إلى بلادهم".
بينما أكدت "أم حاتم"، خلال تواجدها بنهاية أحد الطرق في السوق المجاور لمسجد الإمام الحصري: "نعم اشترينا ملابس للأطفال، ونحاول الاحتفال بالعيد من أجل الأطفال ليس إلا".
أما "أبو الفوز"، فذكر أنه "لا احتفال بالعيد حتى نتخلص من بشار الأسد، هذا هو العيد الحقيقي، والعودة إلى سوريا ولم شملنا من جديد".
ويتشارك أبو أحمد، مع الكثير من السوريين في أن "طموح اللاجئ السوري بات تأمين لقمة العيش، وإيجار السكن وتدبير الشئون اليومية للأسرة، وليس فرحة العيد التي تبزخ وتصرف فيها الأموال على يوم واحد فقط هو يوم العيد".
جدير بالذكر أنه تم تسجيل أكثر من 1.2 مليون لاجئ سوري في دول الجوار خصوصا الأردن ولبنان وتركيا، وعلى الأرجح تواجد عشرات الآلاف من اللاجئين غير المسجلين، ويقدر عدد من ينتظرون التسجيل بنحو 227 ألف شخص.
