رئيس التحرير
عصام كامل

3 عوامل تساعد «إينجه» على تحقيق مفاجأة أمام أردوغان بانتخابات تركيا

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و محرم إينجه

أخطاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تشكل أكبر داعم لمرشح حزب الشعب الجمهوري "محرم إينجه" في معركة الصندوق، غدا الأحد، فقمع الحريات وتراجع الاقتصاد، وصناعة الأزمات مع القوى السياسية داخليا، وتحول تركيا إلى عداوة مع جيرانها والاتحاد الأوروبي، قد يمهد لتحقيق إينجه مفاجأة أمام الديكتاتور.


تدهور الاقتصاد التركي
يشكل تدهور الأوضاع الاقتصادية وتراجع قيمة العملة التركية "الليرة" وارتفاع معدل التضخم، أقوى العوامل التي تدعم تحقيق "محرم إينجه" مفاجأة انتخابية أمام أردوغان.

والاقتصاد التركي غارق حاليًا في الديون، فقد وصلت قروض الشركات التركية إلى ألف مليار ليرة، ونسبة الديون المعدومة عالية، وما يسبب في انهيار بنوك، والدخول في أزمة ثقة وفقا لمحلل اقتصادي سعودي.

وقالت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال للتصنيف الائتماني إن المالية العامة لتركيا قد تتدهور سريعًا إذا أخفقت السلطات في تخفيف الضغوط الحالية على الليرة، وتقليص تكاليف الاقتراض الحكومي.

ومنحت ستاندرد آند بورز بالفعل تركيا تصنيفًا أقل من وكالات التصنيف الأخرى المنافسة مثل موديز وفيتش، عند ‭‭BB-‬‬ في أعقاب خفض للتصنيف هذا الشهر، لكن فرانك جيل كبير محلليها للتصنيفات السيادية قال لـ"رويترز" إن الوكالة قد تتحرك مجددا إذا استمر الهبوط الحالي للسوق.

الشباب
يشكل اقتراب محرم اينجه من الشباب، وسعيهم لتغيير حكم دام لأكثر من 15 عامًا، وباتت الديكتاتورية والقمع وسيلته للبقاء في الحكم، أن تذهب أوصوات الشباب، الشريحة الأكبر في عدد الناخبين إلى مرشح المعارضة محرم إينجه.

واعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن "الشباب التركى سيقف ضد سقوط أردوغان نحو الاستبداد"، ورغم فرصة الرئيس رجب طيب أردوغان الكبيرة في الفوز، إلا أن فئة الشباب ستكون حاسمة في السباق.

وذكرت الصحيفة أن تصويت الشباب التركي سيكون حاسمًا في هذا الانتخابات مع وجود نحو 1.5 مليون ناخب شاب من المتوقع أن يدلون بأصواتهم لأول مرة غدا الأحد، لاسيما وأن نسبة البطالة بين الشباب تفوق الـ20% ويضطر العشرات من الشباب المتعلم إلى الهجرة من بلادهم بحثًا عن العمل في الخارج، بحسب التقرير.

القمع وانتهاك الحريات
يُشكِّل القمع وانتهاك الحريات في تركيا، ورقة قوية لدعم حظوظ إينجه في تحقيق مفاجأة كبيرة أمام الديكتاتور.

وحوّل أر دوغان تركيا إلى سجن كبير، بعد اعتقال آلاف الأتراك بتهمة التخطيط للانقلاب الفاشل في يوليو 2016، كما طالت حملات الاعتقال والتوقيف في تركيا قرابة 70 ألف شخص، من بينهم 43 ألف تم إيقافهم عن أعمالهم في قطاع التعليم، و100 أكاديمي، و1577 طلب استقالة لعمداء كليات.

كما تم إغلاق نحو 934 مدرسة و15 جامعة، إلى جانب 104 منظمات مختلفة، بالإضافة إلى ما نحو 1125 جمعية، وإغلاق مقار 19 نقابة عمالية و35 مؤسسة طبية، في حين تم إبطال جوازات سفر 10856 موظفا.

ويبلغ إينجه من العمر (54 عاما) وهو برلماني مفوه ومدرس فيزياء سابق، وأثار إينجه النشاط في حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض الذي يتزعمه منذ أن بدأ حملته وقد يكون المرشح المعارض البارز رغم أنه يواجه منافسة من وزيرة الداخلية السابقة ميرال أكشينار.

وانضم حزب الصالح بزعامة أكشينار وحزب الشعب الجمهوري إلى حزبين صغيرين آخرين في تحالف معارض لخوض الانتخابات البرلمانية. وتتنافس أكشينار مع إينجه على نحو منفصل في الانتخابات الرئاسية.
الجريدة الرسمية