عبدالوهاب يتذكر ليلة محاولة الاعتداء على أمير الشعراء
في مجلة الإذاعة عام 1961 كتب محرر أطلق على نفسه "فلان" مقالا يقول فيه:
جلست مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في إحدى الأمسيات استمع إلى أغنيته القديمة (خايف أقول اللى في قلبى.. تتقل وتعاند وياى) بعد أن سجلتها فيروز بصوتها وأعاد الأخوان رحبانى توزيع موسيقاها.
الأغنية في ثوبها الجديد شيء مذهل، نقطة لقاء موفقة بين القديم والجديد، شيء يسرق الإحساس والمشاعر ويبعث الخدر الحالم في الأعصاب.
قال لى عبد الوهاب: إنني أستمع إلى قطعة من شبابى...
قلت له بماذا تذكرك؟
قال لى: بأيامى الأولى وأنا أغنيها في مسرح رمسيس، بالهوانم المعجبات بأمير الشعراء وهو ينتظرنى في بار سولت بعد أن انتهى من الغناء.. ذكريات وذكريات كثيرة تطوف مع كلماتها.
قلت له: وماذا أيضا ؟
قال في يوم كنت أمشي فيه مع أمير الشعراء في ميدان التحرير.. كان مطرق الرأس يفكر في قصيدة جديدة وهو يروح ويجيء في الميدان، وأنا أمضى وراءه ذهابا وإيابا، وفجأة لاحظ شوقى أن هناك شابين يتهامسان وينظران إليه، كان رحمه الله يخاف من خياله فقال لى: ياللا بينا من هنا يامحمد.. لكن الشابان تعقباه فأسرع هو الخطى.
أسرع الشابان خلفه فجرى، فجريا وراءه، وأنا أجرى معه وقد قطعت أنفاسى، ثم سبقه الشابان واستوقفاه وهما يحملقان في وجهه.
قال أحدهما: سعادتك شوقى بك؟ فأجاب أمير الشعراء وهو يرتجف: أيوه..
قال الشاب لزميله: مش قلت لك، وصافحاه ومضيا.. فجأة اأغمى على شوقى بك.
في اليوم التالى قبض البوليس على الشابين لأنهما كانا يترصدان لقتل عبد الخالق ثروت، ولما كان شوقى بك يشبه عبد الخالق ثروت فقد ظناه هو.
عندما قرأ شوقى الخبر في جريدة الأهرام أغمي عليه مرة ثانية.