رئيس التحرير
عصام كامل

صدقي صبحي.. رجل من مصر


لم يحظ وزير دخل الحكومة وخرج منها بمثل ما حظى به الفريق "صدقي صبحي" وزير الدفاع السابق، من تقدير واحترام، بل ودهشة أعقبت خروجه من الوزارة، ربما لأن أعراف التغيير في بلادنا ترتبط بما يمكن أن يكون قد حققه الوزير أو تقاعس عن أدائه غير أن الحالة هنا تختلف، إذ بدا من طريقة التسليم والتسلم أن هناك حالة رضا وأن خروجه من الوزارة إنما يعنى انضمامه إلى قافلة البناء في الفريق المدنى للرئيس.


ربما يكون سر احترام وتقدير الناس للفريق صدقى صبحي أنه عرف عنه جرأته الشديدة في مواجهة إرهاب الإخوان، وقدراته الكبيرة في شن حرب بلا هوادة ضد الإرهاب، ووضوح مواقفه من جماعة الإخوان عندما كان عدد كبير من علية القوم يبحثون لأنفسهم عن موقع مع الجماعة التي جاءت لتحكم مصر خمسمائة عام، وربما لأنه اتصف بين أقرانه الوزراء بالالتزام بما يجب عليه أن يقدمه لبلاده.

ونحن على يقين أن البنائين لا يقفون عند منصب أو موقع وأن "صدقى صبحى" سيكون له دور يليق بمكانته في قلوب الجماهير فيما يسند إليه من مهام قد لا تقل أهمية عن مهامه السابقة، إذ إنه واحد من قادة القوات المسلحة الذين أظهروا تفانيا وبطولة في أداء مهامهم الموكلة إليهم في ظل ظروف كانت هي الأقسى تاريخيا.

ومما لا شك فيه أن الثناء على واحد من أبناء مصر الذين ضحوا بكل غال ونفيس في وقت عصيب مضحيا بموقعه كرئيس لأركان حرب القوات المسلحة، بل وتضحيته بحياته في مواجهة جماعة لا نجهل شرورها في الماضى والحاضر والمستقبل، هو نوع من رد الجميل حتى يتعلم صغارنا أن من أدى دوره كاملا لا بد وأن يحظى بتقدير الشعب الذي دافع عن إرادته، خصوصا وأن ملفه في المواجهة مع الجماعة لم تعلن كافة تفاصيله، علما بأن تفاصيله مشرفة وموحية وتحمل مضامين التضحية في أبهى صورها.. تحية للرجل قائدا في أي موقع وأي مكان.
الجريدة الرسمية