رئيس التحرير
عصام كامل

«سرقة تراث العرب».. إسرائيل تتاجر بآثار الأجداد

فيتو

تتبنى دولة الاحتلال كل فنون السرقة ولا يقتصر ذلك على سرقة الأرض فقط بل تتخطى السرقة للثقافة أو الفن وغيرها وحتى الآثار لم تسلم من ذلك، حتى أصبحت الآثار العربية تجارة رائجة في إسرائيل ويدلل على ذلك الأثريات العربية التي وصلت في الآونة الأخيرة لأيدي الاحتلال.


سرقة أثريات من دمشق
وآخر ما تم الكشف عنه حسبما أكد نشطاء سوريون بسرقة عدد من القطع الأثرية الثمينة من معبد يهودي عريق في حي جوبر شرق العاصمة السورية دمشق. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، في تقرير نشرته اليوم، عن نشطاء توضيحهم أن تلك القطع، بما فيها نسخ من الكتاب المقدس اليهودي التوراة مصنوعة من جلد الغزال، ولوحات نسيجية وشمعدان، نقلت من المعبد إلى الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة في عام 2013 لتجنيبها الأضرار في الحي الذي تحول إلى ميدان قتال شرس بين المسلحين والقوات الحكومية.

وأشار التقرير إلى أن المجلس المحلي (المعارض) سلم عددا كبيرا من تلك القطع إلى تنظيم "فيلق الرحمن" التابع للمعارضة المسلحة لضمان سلامتها، أثناء تسليم المسلحين مناطق سيطرتهم في الغوطة إلى القوات الحكومية في العام الجاري، ويكتنف الغموض مصيرها بعد انسحاب عناصر التنظيم من الغوطة، وسط تبادل اتهامات بين الطرفين. وكانت بعض القطع قد سرقت في عام 2014، بعد أن سُلّمت إلى مواطن سوري كان يحظى بثقة المجلس لتخبئتها في منزله، لكنه اختفى معها، ثم بدأت القطع العريقة تظهر واحدة تلو أخرى في تركيا، بينما تتحدث بعض المصادر بأن الرجل هرب إلى أوروبا لتصل المسروقات في نهاية المطاف إلى إسرائيل. وأشار التقرير إلى أن المعبد العريق الذي يعود إلى القرن الثامن بعد الميلاد تعرض لأضرار هائلة جراء المعارك العنيفة التي شهدها حي جوبر على مدى سنوات.

الآثار المصرية


هذه لم تكن الواقعة الأولى التي يتورط فيها الصهاينة بنقل الآثار العربية إلى إسرائيل، مصر أيضًا كان لها نصب وافر من ذلك، فسبق أن عرض مؤخرا في ما يسمى "متحف إسرائيل" في القدس تابوتان مصريان، كانا بحوزة وزير الأمن الأسبق، موشي ديان، وظلا لسنوات في أقبية المتحف، إلى حين تم ترميمهما وعرضهما في المتحف. والحديث عن توابيت مصرية مزخرفة مصنوعة من شجر الجميز، ومغطاة بزخارف وكتابات هيروغليفية.

والتابوت الأول يقدر عمره بنحو 3 آلاف عام، حيث يعود تاريخه إلى نحو 950 قبل الميلاد، ويتضح أنه كان لامرأة. وبحسب الكتابات الهيروغليفية على التابوت فإن المرأة كانت مغنية في المعبد. ومن غير الواضح كيف وصل التابوت إلى موشي ديان. أما التابوت الثاني فيقدر عمره بنحو ألفين وخمس مائة عام، حيث يعتقد أنه يعود تاريخه إلى السنوات 350 – 550 قبل الميلاد. ويخص شخص يدعى 'فتحوتب'.


سرقة آثار الأقصى


والأقصى بالطبع يأتي ضمن القائمة، سرقة أثار الأقصى، سرقة أثار الأقصى، ومؤخرًا اعتدت شرطة الاحتلال بالضرب على حراس المسجد الأقصى بالقرب من "باب المجلس"، بعد اعتقالها أربعة منهم، خلال تصديهم لمحاولة رجال آثار إسرائيليين سرقة أحجار من باحات المسجد. ويواصل الفلسطينيون التصدي لمحاولات مستمرة إسرائيلية بالاستيلاء على ممتلكات المسجد، حيث أبعدت واعتقلت عددًا منهم خلال الأشهر الأخيرة.

نهب آثار الأردن
ومؤخرًا تم الكشف عن وجود أثريات تعود لألفي عام عن نشأة المسيحية في كهف شمال الأردن لدى مهربي الآثار الإسرائيليين، ولم تكتف إسرائيل بطمس حضارة وثقافة الفلسطينيين وسرقت كل الآثار الفلسطينية وشرعت في تغيير الأسماء العربية إلى يهودية.

كما لم تسلم آثار لبنان الضاربةُ عميقًا في محاكاة التاريخ، من التدمير الممنهج على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما استعان الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق مبتغاه، بعالم المافيا، وعصابات داخلية وخارجية، كانت تطمح إلى الإثراء غير المشروع، واستفادت من الفوضى الأمنية المنتشرة في البلاد، وغياب الدولة بكامل تركيبتها.
الجريدة الرسمية