رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب عرقلة إسرائيل لخطوات الأونروا (تقرير)

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعد "الأونروا" وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين، شوكة في حلق دولة الاحتلال؛ لذا تحاربها بكل ما أوتيت من قوة وتتبع معها أسلوب لا هوادة فيه يتضمن محاربة مشاريعها والأعمال التي تقوم بها لصالح الفلسطينيين وذلك بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي تطبق الأجندة الإسرائيلية.


وفي آخر التطورات الصهيونية ضد الوكالة وجهت حركة حماس، بيانًا صحفيًّا، اليوم الإثنين، لاجتماع اللجنة الاستشارية لوكالة جوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" المنعقد في عمان، وقالت الحركة في بيانها: " تابعنا بقلق شديد الأزمة المالية التي تمر بها وكالة جوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" منذ عدة سنوات، حيث شهدت هذه الأزمة في العام الأخير تطورًا خطيرًا في ظل القرار الأمريكي تقليص تمويل الأونروا الذي كاد أن يعصف بالمؤسسة والخدمات التي تقدمها لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني".

اللوبي الصهيوني
وأشار البيان إلى أن الأزمة المالية مفتعلة وهي ضغط من دولة الاحتلال واللوبيات الداعمة له في دول عدة، بهدف شطب ملف اللاجئين عن أجندة الصراع مع الاحتلال، الذي يمثل إلى جانب ملف القدس، أهم ثوابت الحق الفلسطيني.

قضية اللاجئين رهينة
ومن أبرز الأسباب التي تدفع دولة الاحتلال لمحاربة الأونروا هو أنها تريد جعل قضية اللاجئين رهينة وخاصة أنها من القضايا الحساسة في الصراع العربي الإسرائيلي، وتدفع بالولايات المتحدة للقيام بدور المقاتل ضد الوكالة، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر جهة مانحة في عام 2013، وتجاوز مبلغ 130 مليون دولار، وبعدها الاتحاد الأوروبي الذي منح أكثر من 106 ملايين دولار.

وشكلت تلك التبرعات نحو 45 في المائة من إجمالي الواردات التي حصلت عليه الأونروا، ولكن وبحسب المسؤولين الأمريكيين، فقد قررت حكومتهم حجب 65 مليون دولار عن الوكالة بعد أن قوبل قرار الرئيس ترامب بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال بالرفض من الفلسطينيين وبعض الدول الإقليمية والأوروبية.

محو المشكلة من الذاكرة
وفي إطار الحرب التي تشنها إسرائيل على الأونروا دعا رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مؤخرًا إلى تفكيك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" التي تقدم حاليًا المساعدة والحماية لملايين اللاجئين الفلسطينيين، متهمًا إياها بالتحريض ضد إسرائيل، كما أكد أنه سبق وقد وجه نداءً إلى السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة "نيكي هالي"، ولكن يجب أن ينظر في دعوة نتنياهو لتفكيك الأونروا، باعتبارها جزءًا من محاولات الاحتلال الأكبر الرامية إلى محو مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بشكل دائم من جدول أعمال الأمم المتحدة، ومن الذاكرة البشرية، وبدأت الأونروا فعليًّا عملياتها في مايو 1950.

ولأن الوكالة تقدم برامج التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية سواء الموجودة داخلها أو خارجها فإن إسرائيل تعمل على محاربتها لأنها تريد الفقر والجهل والقهر يأكلون من الطبقات الفلسطينية حتى تُوأد القضية الفلسطينية تمامًا.

وتقدم الأونروا المساعدة والرعاية لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني منتشرين في الأردن، ولبنان، وسوريا، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وقطاع غزة، تحصل الوكالة على الدعم المادي عبر التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتشمل خدمات الوكالة التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية، وتحسين المخيمات، والدعم المجتمعي، والقروض الصغيرة، والاستجابة لحالات الطوارئ في أوقات النزاع المسلح.

وعلى الرغم من المحاولات الإسرائيلية المتواصلة لطمس الذاكرة الجماعية الفلسطينية لوطنهم وتقليص حقوق اللاجئين والمشردين الفلسطينيين، بما في ذلك حق العودة، يؤكد مركز جنيف الدولي للعدالة موقفه بأن هذه الحقوق لا تتناقص بمرور الوقت، بل تبقى اللبنة الأساسية في الحل المستقبلي للقضية الفلسطينية؛ لذلك يدعو إلى الدعم الكامل للأونروا وهذا ما لن تسمح به دولة الاحتلال.
الجريدة الرسمية