العشر الأواخر في عمرو بن العاص.. خلوة بين العبد وربه لتطهير النفس (فيديو)
أيام عشر يستظل بها المسلمون بنفحات تحمل معها البر والوفاء والاجتهاد مع الخوف والرجاء فتفتح لنا ذراعيها عسى أن نعوض ما فاتنا من أجر وأن نجبر ما أصابنا من كسر.. أيام مباركة فيها ليلة هي خير من ألف شهر ففي رحابها نستنهض جهدًا حميدًا راشدًا ليحل فينا نور يضيء لنا حياتنا فطوبى لامرئ يطلبها في هذه العشر ففيها تنزل الملائكة بالأنوار والبر ألا فادخروها أنها من أنفس الذخر فكم من معتق فيها من النار ولا يدري.
حيث يحرص المصريون في العشر الأواخر من رمضان في الاستعداد والتوجه إلى المساجد عملا بما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءت العشر الأواخر كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها، يشد مئزره، ويوقظ أهله، ويقوم ليله حيث كان النبي يقوم في هذه العشر بأعمال لا يقوم بها بقية الشهر كإحياء الليل، وقراءة القرآن والذكر والدعاء والصلاة، حيث تقام فيه الطاعات والعبادات والخشوع والابتهالات والأجواء الإيمانية، فيكون المسلم قلبه وعقله مع الله تعالى، فيخرج من الاعتكاف وقد تطهر قلبه على طاعة الله فقط.
داخل خيمة كبيرة بمسجد عمرو بن العاص استقر مجموعة من الشباب قادمين من محافظة الشرقية ووضعوا متاعهم واستراحوا حيث سردوا أن هذا ليس أول عام لهم يأتوا فيه إلى مسجد عمرو بن العاص فكل عام يكون لهم نصيب في حجز أحد جوانب المسجد قبل نهاية ليلة 20 رمضان وذلك نظرا للإقبال الشديد الذي يتوافد على المسجد من جانب العاشقين والطامعين في نفحات هذا الشهر الكريم الذي يأتي مرة واحدة كل عام.
يدخل مجموعة الشباب والذي يبلغ عددهم 5 أفراد على أولوية الحديث ثم يتفقون على أن صديقهم يحيى طارق هو الذي سيتحدث باعتباره الأكبر سنا حيث يقول إن أيام العشر الأواخر تسمى بأيام العتق من النيران لما بها من أجر وثواب كبير كما أن فيها ليلة القدر ففى هذه الأيام نكون حريصين على إحياء الليل بصلاة القيام وقراءة القرآن الكريم وكذلك الحرص على اعتزال النساء والانشغال بالطاعة والعبادة، لتتخلص النفس البشرية من الشهوات، وذلك يتيح للنفس أن تصفو في أجواء ملائكية خاشعة.
وفي منتصف مسجد عمرو بن العاص تجد المصلين ركعًا سجدًا.. تحتضن أياديهم المصحف والمسبحة، ومن العيون تتقاطر الدموع كلما مرت على حرف من كلمات الله.. يتسابقون لفعل الخيرات سرًا وعلانية فتجدهم خاشعين عابدين هذا هو حالهم في العشر الأواخر من رمضان حيث يقول الشيخ جمال صابر أحد المعتكفين إن من ضمن ما يجب أن يفعله المسلم في هذه الأيام هو الاعتكاف بالمسجد، وهذا ما ينبغي الحرص عليه كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن الكريم وتلاوته بتدبر وخشوع كما يستحب في العشر الأواخر وخاصة ليلة القدر الدعاء، فعندما سئلت عائشة النبي عما تقول في ليلة القدر، فقال لها: (قولي اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تُحبُ العفوَ فاعفُ عني).
ويستكمل الشيخ جمال حديثه قائلا من الأعمال التي يجب على المسلم فعلها في هذه الأيام الصدقات ودفع الزكاة، وكثرة الطاعات، والندم والتوبة والاستغفار عن الذنوب والمعاصي وأن يكثر الإنسان من الدعاء ويتخير أفضل الدعاء وأجمعه وكذلك بذل الخير وصلة الأرحام، والإحسان إلى الفقراء والمساكين.