حكايات مؤلمة من داخل أسوار «57357».. نشطاء ينتفضون لإهمال المستشفى في علاج الأطفال.. أحمد: رفضوا علاج ابن عمي للتبرع.. تأخر علاج «يوسف» أودى بحياته.. و«ريتاج» تواجه مصيرا
توالت ردود أفعال نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» حول مخالفات القائمين على مستشفى علاج سرطان الأطفال 57357، التي تمثلت في تبديد إدارة المستشفى لأموال التبرعات لعلاج الأطفال في الإعلانات وأجور قيادات المستشفى.
وسرد النشطاء حكايات الأطفال الذين كانوا يعانون من مرض السرطان ووضعتهم المستشفى على قائمة انتظار استمرت في بعض الأحيان إلى 8 أشهر، أو تأجيل حصول الأطفال على البروتوكول العلاجي ما أودى بحياة أطفال صغار كان يأمل ذويهم في علاجهم بين أروقة المستشفى.
وقال أحمد إبراهيم عمير: «يا جماعة من سنتين ابن ابن عمي جاله المرض وراح بيه مستشفى ٥٧ وعلي الباب قالو لازم تبرع قال أنا ظروفي على القد ادولو ميعاد بعد ٨ شهور أنتوا متخيلين أن بعدها بيومين بنت واحد أعرفه تعبت دخلوها على العلاج في اليوم اللي راحت فيه علشان أبوها دفع ما يقال عنه تبرع نحو ٣٠ ألف وقتها عرفت أن الغلابة مش ليهم مكان في المكان ده».
قائمة انتظار
وأضاف هاني مالك: «خسارة التبرع ليهم أنا عايز أعرف الناس الحقيقة اللي مش واضحة ليهم المستشفى ديه مبتقبلش غير اللي نسبة شفائهم عالية والباقي ياخد قائمة انتظار وأول ما يعرفوا أنه دخل معهد الأورام اللي مبيرفضش أي مريض يتصلوا بيه ويقولوله للاسف مش هينفع نقبلك لأن اتفتحلك ملف في المعهد».
وتابع أبو رضوى: هذه الأرقام التي جاءت في التحقيق يستحيل فبركتها أو بطلانها.. لأنها جاءت من صميم الميزانيات العمومية والحسابات الختامية للمستشفى. رأينا كثيرا من البوستات والشكاوى من أهالي المرضى الذين يعانون أشد العناء والعذاب على أبواب هذه التكية. لا ننكر أنها تقوم بدور فعال لشفاء مرضاها. إذا فلماذا لا تكون جهة رقابية تتولى الإشراف. وأن من يدير هذا المكان والعمل فيه لا يستمر فيه أكثر من سنة أو سنتين على الأكثر.
ورد وليد الخليلي: هما شاطرين بس في لم الملايين اقسم بالله أنا أتعذبت عشان أدخل ابنى مرديوش روحوا معاهد الأورام واسألو أهالي الأطفال اللى هناك هتعرفوا أنهم راحو 57 وحولوهم على المعاهد دى.
أرقام مرعبة
وأوضح مجدي شرف الدين: «الأرقام والبيانات محتاجة رد من إدارة المستشفى مش كلام عاطفي والسؤال ليه حملة دعاية تتكلف 100 مليون جنيه من فلوس التبرعات المبلغ ده نفسه يبني مستشفى لوحده أو يعالج آلاف الحالات الحرجة بدل طرد الناس ورميهم في الشارع ومش هما بس مجدي يعقوب برضه حملته، اتكلفت 80 مليون جنيه من فلوس التبرعات وبيقولوا أن مركزهم بيعمل 35 عملية في اليوم الواحد بمعدل 12 ألف حالة في السنة في مركزهم يعني عندهم 35 فريق طبي و35 غرفة عمليات و35 غرفة رعاية مركزة و35 فريق متابعة ورعاية في مبني واحد. دا غير فرق الكشف والعيادات الخارجية.. الأرقام دي مستحيلة حتى في أمريكا وأوروبا مفيش مستشفى واحد بيعمل كدا».
وحكى أحمد مدين عن ضحايا مستشفى 753758 قائلا: «يوسف هرب من كابوس الـ”day care” للموت.. الطفل "يوسف م ع" يحمل رقم 20171096 تم الكشف عليه، وحجزه بالمستشفى وبدء العلاج من شهر مايو وتحدد له يوم 24 يوليو ٢٠١٧ باعتباره موعدًا لأخذ الجرعة، التي كان قد حل موعدها، وبدلًا من بدء العلاج وفقًا للبروتوكول وُضع الطفل في قائمة انتظار داخلية لعدم توفر مكان.. تم تأجيل حصوله على الجرعة عدة مرات لعدم وجود مكان حسب ردهم، تم إعطاء موعد ثالث للطفل ووضع أيضًا على قائمة انتظار حتى تجاوز الموعد المحدد للجرعة بـ١٤ يومًا وهو مخالف لبروتوكول العلاج، وقد تكرر التأجيل مع معظم جرعات الكيماوي، مما أدى إلى فشل العلاج كاملًا، وهو ما يخالف تأكيدات أبو النجا أن المستشفى يوفر لكل طفل في الداخل كل العلاج اللازم وبأحدث الأساليب العملية ودون تأخير.. والسؤال كيف يتم التأخير في تنفيذ بروتوكول علاج، وقال الأطباء إن استجابة الطفل للعلاج أصبحت ضعيفة جدًّا والسبب تأخر حصوله على الجرعات المقررة له، وأكدوا أن المواعيد من اختصاص الإدارة، وكانت النهاية هي الموت».
وأضاف أحمد مدين: «ريتاج طفلة دخلت مستشفى 57357 منذ عام ونصف عام، وتم تسجيلها تحت رقم 20162429، تقول أمها إن الدخول جاء بعد الخضوع لقائمة انتظار كان يستهدف منها أن ينفد صبرها قبل التفضل على طفلتها بقبولها، وهي مصابة بورم على الكلية وخضعت الطفلة لخمس جرعات كيماوي تسبق عملية زرع نخاع»، وقالت لى الطبيبة إن فرصة شفاء ابنتك تترتب على زرع النخاع فحاربي من أجل حياة ابنتك لأنني لا أريد أن أرى أطفالًا يموتون لأسباب ترتبط بالسعي لتقليل الإنفاق.. ثم طلبت مني تجميع الحالات المشابهة وعمل شكوى في الإدارة، تضيف الأم: كان التضارب في التشخيص واختلاف الآراء في أسلوب علاج طفلتي وطريقته قد أثار الرعب عندي، شعرت بوجود حالة من الارتباك وعدم الرغبة في علاج ابنتي، وتقول الأم سلمت أمرى لله وبدأ المستشفى في إعطاء ابنتي 20 جلسة إشعاع، وبعدها قرروا أن تستمر الطفلة على تناول أقراص كيماوي تلطيفي، ورفض المستشفى تحويلها مرة أخرى للعلاج، مؤكدين أنه ليس لها إلا العلاج التلطيفي المخصص لتخفيف آلامها وفقط، لتؤكد الأم أنها لم تتردد لحظة وباعت المنزل الذي لا تملك سواه لتبدأ رحلة العلاج الكيماوي خارج المستشفى، وأنهت حاليًا 3 جرعات مما جعل حالة ريتاج في تقدم.