كوريا الشمالية.. خطة «جحا» في مواجهة ترامب!
كاد العقيد القذافي أن يشتري منظومة نووية جاهزة قيل إنها بمساعدة عالم نووي باكستاني وإنه بمواجهته، رحمه الله، بالمعلومات وبالصوت والصورة وافق على تسليم ما تسلمه والتعهد بعدم تكراره ومنعت وساطات وقتها توجيه ضربة إلى الشقيقة ليبيا مع الاكتفاء بتعهدات قيل أيضا إنها مكتوبة بالتراجع عن سياسات كثيرة للعقيد ولليبيا.. وقد كان!
إيران كانت على بعد خطوة من امتلاك السلاح النووي وكانت الحرب مع العدو الإسرائيلي قادمة لا محالة فالقرار متخذ من قادة العدو ومن المنظمات الصهيونية العالمية وهو "لا سماح لأي دولة عربية أو إسلامية معادية من امتلاك سلاح نووي"! ولذلك تم استثناء باكستان من ذلك باعتبار أن النووي هناك للتوازن مع النووي الهندي ولا علاقة له بإسرائيل!
في تجربة ليبيا انتهى الأمر إلى العدوان واغتيال الرئيس القذافي نفسه وفي التجربة الإيرانية انتهى الأمر إلى انسحاب أمريكا من الاتفاق الذي استهدف تعطيل إيران عن امتلاك النووي 15 عاما على الأقل ولكن طالما تجددت الاتهامات بأن إيران تخالف الاتفاق وتوشك على امتلاك السلاح النووي فنحن أقرب إلى الحرب معها من أمريكا وإسرائيل.
السؤال إذن: أي خيار سيقبل به الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أيل؟ ودرس دولتان حليفتان له أمامه؟ الأولى لم تعد موجودة بكل أسف والثانية في مواجهة دائمة مع أمريكا فكيف يفكر هو؟ الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام حتى فجر اليوم يقول إن كوريا الشمالية طلبت لنزع سلاحها النووي أن تسحب أمريكا قواتها من كوريا الجنوبية ويبلغ عددها 28 ألف جندي وهو عدد كبير وربما يقصد به القوات الأمريكية في منطقة شرق آسيا كلها أو على الأقل كوريا الجنوبية واليابان فهل ستوافق أمريكا ؟
اعتقادنا أكثر أن المطلب الكوري الشمالي ليس إلا مطلبا من حزمة مطالب ستكون مؤلمة لأمريكا ولذلك ستكون محل مفاوضات قد تستمر سنوات.. وهنا يرفع كيم شعار جحا الشهير فإما تبدلت السياسة الأمريكية أو غادر ترامب البيت الأبيض أو تحسنت العلاقات بين الكوريتين أو تغيرت توازنات العالم!!
أما أن تتعري كوريا الشمالية من أي غطاء إلا تعهدات برفع العقوبات وتعاون اقتصادي وتواد طبيعي لكوريا الشمالية في المجتمع الدولي.. فلا نعتقد أن قادة كوريا الشمالية بهذه السذاجة ولذا فما يسمونه "خفض التوتر" أو المزيد منه سيكون النتيجة الأولى لقمة كيم ـ ترامب !
كوريا الشمالية نفسها عانت من عدوان أمريكي في السابق وربما لم تزل آثاره موجودة.. معنويا على الأقل!