رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تحتفل بليلة القدر.. السيسي يكرم حفظة القرآن.. يوجه الشكر لحكومة شريف إسماعيل.. شيخ الأزهر: الإسلام ساد العالم بالقرآن وقيمه وأخلاقه.. ووزير الأوقاف يهدي الرئيس كتابي حديث الروح ونعمة الماء

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، احتفال مصر بليلة القدر الذي نظمته وزارة الأوقاف لتكريم حفظة القرآن الكريم من مصر ومختلف دول العالم.


وزير الأوقاف
وهنأ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الرئيس السيسي بالولاية الثانية، داعيًا الله أن تكون ولاية الخير والتقدم لمصر.

وقدم جمعة التهنئة للأمة العربية والإسلامية بليلة القدر، وقال إن القرآن الكريم هو أصدق الحديث وأحسنه، وإن أصحاب الأفهام السقيمة يحرفون الكلم عن مواضعه، مضيفًا أن العبرة ليست بالحفظ وحده لكن بالفهم الصحيح للقرآن والسنة.

وأكد وزير الأوقاف، أن المسابقة العالمية للقرآن الكريم تتضمن إلى جانب حفظ القرآن، فهم معانيه ومقاصده الكلية.

كما هنأ وزير الأوقاف الرئيس السيسي والأمة العربية والإسلامية بليلة القدر، وأهدى الرئيس كتابي حديث الروح والقيم الإنسانية ونعمة الماء.

شيخ الأزهر
وأكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن الإسلام ساد العالم بالقرآن الكريم وقيمه وأخلاقه.

وأضاف الطيب خلال كلمته في احتفال مصر بليلة القدر، أن نزول القرآن في ليلة القدر فرقان بين الحق والباطل.

وأشار إلى أن هذا القرآن هو الكتاب الإلهي الذي يشكل حصن الأمة ودرعها، وقال: "نزل القرآن في ليلة القدر ليؤكد احترام الإنسان وتفضيله على سائر المخلوقات".

وأكد الإمام الأكبر أن الإسلام جاء بفلسفة جديدة للحكم تقوم على العدل والمساواة والمشورة، مضيفًا أن الإسلام لم يفرق بين أمة وأخرى إلا بالتقوى والعمل الصالح.

الفائزون في المسابقة
وكرم الرئيس السيسي خلال احتفال مصر بليلة القدر عشرة من حفظة القرآن الكريم من مصر والخارج بينهم تسعة من أوائل المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي نظمتها وزارة الأوقاف خلال شهر مارس الماضي والعاشر هو الفائز الأول في المسابقة المحلية لحفظة القرآن الكريم من ذوي الاحتياجات الخاصة في إطار اهتمام الدولة بهذه الفئة بمنحهم شهادات التقدير والجوائز المالية.

والمكرمون هم: في الفرع الأول للمسابقة، حفظ القرآن الكريم كاملًا بالقراءات السبع المتواترة للدول العربية وغيرها ويأتي في المركز الأول إسماعيل فؤاد إسماعيل من مصر، وحصل على 150 ألف جنيه، وفي المركز الثاني محمود سعيد ضيف الله من مصر وحصل على مائة ألف جنيه.

وفي الفرع الثاني: حفظ القرآن الكريم كاملًا وفهم أحكامه ومقاصده العامة مع معاني المفردات للدول العربية وغيرها، وفي المركز الأول بلقاسم خير الدين من الجزائر، وحصل على مبلغ 125 ألف جنيه، والمركز الثاني فاز به المتسابق حسن مصطفى بشير من نيجيريا، وحصل على مبلغ 80 ألف جنيه.

وفي الفرع الثالث حفظ القرآن الكريم كاملًا وتجويده للدول غير الناطقة بالعربية، فاز بالمركز الأول محمد مجاهد الإسلام من بنجلاديش وحصل على مبلغ 125 ألف جنيه، وفاز بالمركز الثاني هيثم صقر أحمد من كينيا وحصل على مبلغ 80 ألف جنيه.

كلمة السيسي
وألقى الرئيس السيسي كلمة وجه فيها الشكر لحكومة المهندس شريف إسماعيل، وأعرب عن التحية والتقدير والاحترام لها على الجهد المبذول في الفترة الماضية كما وجه بزيادة قيمة الجائزة الخاصة للطفل الفائز بمسابقة حفظ القرآن الكريم.

وقال السيسي: "أرحب بضيوف مصر الكرام من العالمين العربي والإسلامي، وأن أتوجه إليكم، وإلى جميع المصريين والمسلمين في أنحاء العالم، بالتحية والتقدير والتهاني، كل عام وأنتم جميعًا بخير".

وأضاف: "نجتمع هنا اليوم لنحتفل بليلة مباركة لها مكانة خاصة في قلوب مسلمي العالم هي ليلة من ليالي شهر رمضان المعظم بما فيه من خير وبركة ومغفرة".

وأكد الرئيس: "هي ليلة القدر كان قدرها عظيمًا إذ أنزل الله عز وجل فيها القرآن، واختصها تعالى بشأن كبير، إذ أراد فيها أن يكافئ عباده المؤمنين ويضاعف لهم أجرهم".

وتابع: "إذ نحتفل بهذه الليلة نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ وطننا الغالي من كل مكروه وسوء، وأن ينعم علينا وعلى أمتنا العربية والإسلامية بالخير واليمن والسلام".

علماء الأزهر والأوقاف
وقال: "لا يفوتني في هذه المناسبة الكريمة أن أتوجه بالتحية للعلماء المخلصين من رجال الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، الذين يعملون على تصحيح المفاهيم الخاطئة بشأن الدين الإسلامي السمح، ونهجه الوسطي المعتدل، والتصدي للغلو والتطرف ومواجهة الفكر المنحرف، ويعملون على إعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية والمحبة بين الناس جميعًا".

وأضاف: "دعونا نستلهم معًا من ليلة القدر الحكمة والموعظة الحسنة، فرغم ما أكرمنا به الله في هذه الليلة من فرصة مضاعفة للثواب والأجر، إلا أن اغتنام هذه الفرصة اقترن اقترانًا وثيقًا بالعمل وبذل الجهد، فلا يرجى الخير والمغفرة من الله من دون عمل، حتى في ليلة القدر التي أجزل الله فيها العطاء".

وتابع: "لا خير دون عمل، ذلك هو المبدأ الذي قامت عليه الحضارة الإسلامية العريقة، تلك الحضارة التي شهدت ازدهارًا في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والعلمية والثقافية، حتى أصبحت اللغة العربية وقتها هي لغة أهل العلم، وأصبح علماء المسلمين هم أصل العلوم الحديثة".

وقال:" لقد شهدت مصر خلال السنوات الماضية تحديات كبيرة، وكانت عزيمة الشعب المصري صلبة أمام هذه التحديات، حيث انتفض حمايةً لوطنه ورغبةً في تهيئة الظروف لغد أفضل كان المصريون يدًا واحدة في مواجهة قوى الشر والظلام التي حاولت هدم وطنهم، ووقفوا بحزم أمام محاولات بث الفرقة وإشعال الفتن، وتصدوا لكل من سولت له نفسه تهديد أمن الوطن".

وأضاف: "قدم أبناء هذا الشعب دماءهم وأرواحهم فداءً لهذا الوطن الغالي ودفاعًا عن استقراره، تحملوا بصبر ظروفًا اقتصادية صعبة، وبالعمل واصلوا الإصلاح من أجل بناء دولة عصرية حديثة ومجتمع متطور، وأبهروا العالم بقدرتهم على تحقيق الإنجازات في العديد من المجالات".

وختم حديثه بالقول: "في هذه الليلة المباركة في الشهر المبارك، شهر القرآن والمغفرة، والرحمة والصدق والصبر، وفي تلك الليلة التي أنزل الله فيها القرآن الكريم، يهدي به إلى الخير والسلام والبناء، وينهى عن الشر والفرقة والأذى، نتوجه لله سبحانه وتعالى بالدعاء أن يسدد على طريق الخير والبناء خطانا، وأن يمدنا بمزيد من قوة الإرادة، وضبط النفس، ويقظة الضمير في العمل والإنتاج والتميز والإتقان، في جميع جوانب الحياة، وأن يكلل عملنا وجهدنا بالنجاح والتوفيق، إنه نعم المولى ونعم النصير".
الجريدة الرسمية