مسيرات العودة تفضح الجميع
لا تزال أسطورة مسيرات العودة تعلن عن أسرار جديدة وصفات معروفة لدى أصحاب القضية، بعيدًا عن قوافل الزيت والسكر والصابون والخبز.. لا يزال الشعب الأعزل يضرب مثالًا في التضحية دفاعًا عن سمعة العرب وتاريخ العرب.. يضربون مثالًا يؤكد أن أمتنا لم تمت وأن هؤلاء الذين لا يملكون نفطا ولا زيتا لم يهنوا ولم يحزنوا، وهم الأعلون بفضل نضالهم من أجل قيمة إنسانية وفكرة وطنية ستظل هي المحرك سعيًا لإعادة كتابة التاريخ.
مسيرات العودة كشفت الجميع.. فضحت من حاول أن يختفي وراء عباءة الشجب أو جلباب الإدانة.. مسيرات العودة أصبحت أيقونة الراغبين في الحياة موتًا في سبيل قيمة بديلًا عن الموت بـ«كروش» يملؤها الخوف والجشع والاستسلام.. مسيرات العودة يا سادة هي أبهى ما فينا وأفضل ما لدينا..
مسيرات العودة ليست مسلسلا رمضانيا حتى يلتف من حوله المنبطحون أو الباحثون عن وسيلة تسلية في يوم رمضاني طويل في نومه.. عبثي في انتظار آخره.. مسيرات العودة هي الوعاء الحامي لجينات الكبرياء التي دهسها الحكام المنبطحون على مر العصور.