رئيس التحرير
عصام كامل

بدون صلاح.. مصر مهددة


الخطر الأكبر أن نبني أحلامنا في المونديال على محمد صلاح وحده، لدرجة أن قلوب المصريين انفطرت عند سقوطه على الأرض في مباراة الريـال.. فعل المصريون ما فعلوه مع راموس العنيف، بدءًا من إعلان أرقام هواتفه المحمولة وتليفون منزله ورقم الواتس آب وعنوان منزله واسم أمه، وكل ما ورد في السوشيال ميديا وبعض قنوات العته والسفه الإعلامي.. وبعد انتهاء حفلات السب والقذف، انتهاءً بحملات الدعاء في صلاة الفجر.


ما فعله المصريون سواء جاء على سبيل الفكاهة والدعابة أو الجدية التي تبناها إعلامي معتوه على قناة متخلفة يمكن اختزاله في فكرة البطل الوحيد الأوحد والمنقذ، فإصابة صلاح تعني بالنسبة للجميع أن مصر مهددة، وربما تخرج من الأدوار الأولى.. أصبح مستقبل البلاد مرهونًا بشخص واحد وواحد فقط.. حدث ذلك قديمًا عندما مات عبد الناصر، وخرجت جحافل التنظيم الواحد لتوهم الجماهير أن مصر ماتت، فجاء بعد عبد الناصر من حقق ما لم يحققه ناصر نفسه وانتصر، بينما هُزِم عبد الناصر كثيرًا.

لا يمكن عقد مستقبل البلاد على محمد صلاح، رغم هذا الحب الجارف الذي لا يمكن تصوره باعتباره حالة عادية غير مرتبطة بعلاقة طيبة مع السماء.. لا يمكن تصور أن تاريخ بلد يتوقف عند شخص مهما كان هذا الشخص، ولا بدَّ أن يفكر المدرب في طرح رؤى وبرامج تحول المنتخب من فريق اللاعب الواحد إلى فريق عمل ينفذ خطة بعنيها وبرنامجا متفقا عليه، يغيب من يغيب دون أن تتأثر نتائج الفريق.
الجريدة الرسمية