«شيرين هنائي».. ابنة العراب وأمي الروحية
تردد اسمها كثيرًا في محيطي، وقرأت لها عملًا واحدًا منذ عدة سنوات، وبعدما صرت في الوسط الثقافي صار اسمها يتردد بكثرة حولي، فهي الأديبة المجتهدة، صاحبة الفكر المتميز، والأم الروحية للجيل الصاعد في الوسط الثقافي ممن يشبهوني.
فهي كانت الأبنة الروحية للأديب الراحل ومعلمنا العراب الدكتور أحمد خالد توفيق - رحمه الله-، وكانت خير ابنة لخير أديب، وشبيهة له في صفاته، في حبه للناس، في حبه للكُتاب والكتاب والأدب.
بداية معرفتي بها، كما ذكرت من خلال أول رواية تقريبًا نشرت لها، وهي رواية "نيكروفيليا" قصة الفتاة التي تدعى "منسية" والتي صرت الآن حين أقول لماما شيرين -كما تحب أن ادعوها وكما أشعر أنا اتجاهها- أني اشبهها تحزن ويضيق صدرها حتى توبخني وتنتهرني عن ذلك الكلام.
ومنذ ذلك الحين، ربما أقرأ مقتطفات لها حين ينشرها أحد أصدقائي على فيس بوك، ولكن في الليلة التي صارت فيها أقوال متضاربة حول صحة وفاة العراب من نفيها كانت مختلفة تمامًا.
كانت تلك النقطة هي نقطة التحول التي كان ذكرها المنفلوطي في قصته الشهيرة "الصغيران"، وكانت تلك هي النقطة التي جعلتني أعرف تلك السيدة عن قرب، ومن بعدها تكون الأم الروحية لي.
منذ ذلك الحين، وهي تلاحظني في الكتابة وفي حياتي الشخصية، وقتما أريد أن يدعو لي أحد، تصبح أول الداعين، في حزني تكون أول الحزانى لحزني، ووقتما كنت أستعد لتقديم حفلي السنوي هنا في روسيا، كانت أكثر الداعمين نفسيًا لي، وكانت تساعدني في كيف يمكن أستعد نفسيًا لذلك الحفل.
ربما لو تحدثت عما فعلته معي طوال مجرد شهرين، سأستغرب مثلك تمامًا عزيزي القارئ كيف كل ذلك حدث في مجرد شهرين، فهي أم بالمعنى الإنساني واللغوي وكل ما تعنيه الكلمة من معاني.
كل عام وأنتِ الصديقة والأم لي، وليس لي فقط، بل لكل من يعرفوكي عن قرب يا سيدتي الكاتبة والملهمة والأديبة... شيرين هنائي.