تفاصيل جديدة عن مشاركة «فيس بوك» بيانات المستخدمين السرية مع «هواوي»
كشفت تقارير عالمية صادرة اليوم السبت، أنه خلال السنوات العشر الماضية، لم تمتد مشاركة فيس بوك الواسعة للبيانات ليس فقط لمطوري التطبيقات بل لشركات الهاتف أيضًا، وتضمن ذلك اتفاقًا مع شركة هواوي، التي خضعت بالفعل لتدقيق حكومي مكثف لمخاطر الأمن السيبراني المحتملة بسبب علاقاتها المزعومة ببكين.
واعترف موقع فيس بوك أنه كان لديه شراكات لتبادل البيانات مع ما لا يقل عن 60 من صناع الأجهزة، بما في ذلك أبل، وسامسونج وأكازون، حيث تلقت هذه الشركات إمكانية الوصول إلى بيانات المستخدم، بما في ذلك المعلومات المتعلقة بأصدقاء المستخدم دون موافقتهم، وفي بعض الحالات، يمكنهم حتى الوصول إلى معلومات أصدقاء الأصدقاء، كما تم العثور على أحد مراسلي صحيفة نيويورك تايمز مع جهاز BlackBerry 2013.
وأوضح موقع فيس بوك الثلاثاء الماضي، لصحيفة نيويورك تايمز وصحيفة واشنطن بوست، وجود اتفاقيات مشاركة في البيانات مع العديد من شركات التكنولوجيا الصينية، بما في ذلك أوبو ولينوفو وتي سي إل وهواوي، وهي صفقات مشابهة لتلك الصفقات مع أبل وسامسونج وأمازون.
لكن شركة هواوي، على وجه الخصوص، لفتت الانتباه حيث زعمت الحكومة الأمريكية أن أجهزتها يمكن أن تستخدم في التجسس على المواطنين الأمريكيين، ولم يستجب موقع فيس بوك لطلب التعليق من وقت الصحافة، بينما أخبرت التايمز أن صفقة هواوي ستنتهي بنهاية هذا الأسبوع.
واستخدمت هواوي حق الوصول إلى بيانات فيس بوك لتعبئة تطبيق على أجهزتها يمنح المستخدمين مكانًا لرؤية جميع رسائلهم وحساباتهم على الشبكات الاجتماعية معًا، على حد قول المسئولين على موقع نيويورك تايمز.
وقال المتحدثون الرسميون باسم فيس بوك، إن البيانات لم تصل إلى خوادم هواوي وبقيت على هواتفها، بينما أكد متحدث باسم شركة هواوي: "مثل جميع مزودي الهواتف الذكية الرائدين، عملت شركة هواوي مع فيس بوك لجعل خدمات فيس بوك أكثر ملاءمة للمستخدمين، ولم تجمع شركة هواوي أو تخزن أي بيانات لمستخدمي فيس بوك".
ويبدو أن إجراءات شركة هواوي هي نفس إجراءات شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، وتمكّن كل من بلاك بيري وسامسونج من دمج الميزات الشائعة من فيس بوك، مثل الأزرار وكتب العناوين، باستخدام الوصول يمكن لتطبيق BlackBerry Hub، الذي يشبه تطبيق هواوي استرداد البيانات المتعلقة بأصدقاء المراسل، بما في ذلك وجهات نظرهم الدينية والسياسية، والأحداث التي كانوا يحضرونها، وحالات العلاقة.
وزعمت الحكومة الأمريكية منذ سنوات أن هواوي لديها روابط مع الحكومة الصينية، بينما في عام 2012، عينت لجنة الاستخبارات في البيت الأمريكي شركة هواوي وزميلها في شركة التكنولوجيا الصينية زد تي إي كمخاطر جدية على الأمن القومي، زاعمين أن أجهزتهم يمكن أن تتجسس على المواطنين الأمريكيين وترسل المعلومات إلى بكين، وحاليًا، تخضع شركة هواوي للتحقيق من قبل وزارة العدل لاحتمال انتهاك العقوبات الأمريكية المتعلقة بإيران.
وأكدت فيس بوك أنها تحدد ما يمكن لمطوري البيانات الوصول إليه بعد عام من اكتساب كامبردج أناليتيكا بيانات المستخدمين، لكنه لم تذكر أن صانعي الأجهزة الرئيسية استمروا في الوصول إلى نطاق أوسع، بينما لا تزال العديد من هذه الشراكات لتبادل البيانات جارية.
وأضافت الشركة أنها ليست على علم بـأي إساءة من جانب الشركات وأنها قد أنهت بالفعل 22 من هذه الشراكات من أصل 60 على الأقل، ما يعني أن الأغلبية لا تزال مستمرة.
ولا نعرف ما إذا كانت ادعاءات حكومة الولايات المتحدة ضد شركة هواوي والتفكير في الأسباب التي تدفع المستهلكين إلى الحذر من الشركة صحيحة أم لا، وعندما يتعلق الأمر بـ"فيس بوك"، ليس من الواضح أن هواوي قد فعلت أي شيء خارج نطاق ما قامت به شركات التكنولوجيا الأخرى، فإن العلاقة الناشئة حديثًا بين فيس بوك وهواوي ستعطي سببًا إضافيًا لمخاوف الخصوصية والتدقيق الحكومي.