رئيس التحرير
عصام كامل

نفحات رمضانية


إلهي وسيدي وربي ومولاي، لا هداية إلا بك، ولا حفظ إلا بك ولا توفيق إلا بك ولا معرفة بك إلا بك ولا وصول إليك إلا بك ولا إعانة إلا بك ولا فضل إلا منك والأمر كله بيدك، إلهي العبد عبدك والفضل فضلك، وأنت الحنان المنان، فمن علينا بفضلك وافتح لنا باب الهداية والتوفيق، وانظر إلينا بعين عنايتك، واجعلنا من أهل طلبك ومحبتك، وجد علينا يا جواد يا معطي، يا وهاب، يا من يعطي بغير حساب.


يا علي فوق العلى، ويا من هو فوق كل فوق وليس فوقه فوق، ويا مهيمن على كل شيء وعالما بكل شيء وعلمه سابق في كل شيء، ولا بخفى عليه شيء، هذا ضعفنا ظاهر بين يديك ولا يخفى عجزنا عنك، اللهم أقل عثراتنا وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا وقو ضعفنا، واغفر زلاتنا، واجبر بخاطرنا واجعلنا بك أهلا لك، سبحانك، سبحانك، سبحانك.

رؤية الحق عز وجل مستحيلة في الدنيا فهو تعالى الذي لا تدركه الأبصار ولا تحيط به العقول وهو الذي ليس كمثله شيء، سبحانه، وقلوب أهل محبته عز وجل وولايته سبحانه شاهدته في آثار تجلياته بعين البصائر في مظاهر خلقه، فهو الظاهر في كل شيء بلا سريان وبلا حلول، سئل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، هل رأيت ربك، فقال: عجبا وكيف أعبد من لا أرى، فقيل له، صف، فقال: رأيت ربي بعين قلبي، فقلت لا شك أنت، أنت، أنت الذي حزت كل أين، بحيث لا أين ثم أنت، فليس للأين منك أين فيعلم الأين أين أنت، وليس للوهم فيك وهم فيعلم الوهم كيف أنت، أحطت علما بكل شيء، وكل شيء أراه أنت، وفي فنائي فنى فنائي وفي فنائي وجدت أنت.

لا شك أنه عند الوقوف مع قول الله تعالى: "وما قدروا الله حق قدره"، يقر الجميع بالعجز الكامل والجهل الكامل فيما يتعلق بالله عزوجل، وعلى رأس الحقائق لا يعرف الله إلا الله، ينتاب ضعاف الإيمان الخوف والقلق فيما يتعلق بالرزق، وفي الحقيقة أن الأرزاق مقسمة ومقدرة من الأزل فالرزق مقسوم ولا حيلة فيه، والأجل محتوم ولا مفر ولا مهرب منه، والسعادة كل السعادة في الرضا والسلامة والراحة في التسليم. 

في هذا المعنى تقول السيدة زينب رضي الله تعالى عنها، نامت أعين وسهرت عيون لأمور قد تكون أو لا تكون، أن ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما سيكون، فادرأ الهم ما استطعت عن النفس فحملانك للهموم جنون، لا الأمر أمري ولا التدبير تدبيري ولا الأمور التي تجري بتقديري، لي خالق، رازق ما شاء يفعل بي أحاط بي علمه من قبل تصويري.. يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا، واغفر لنا ما مضى ياواسع الكرم.

عبودية، ربوبية، ألوهية، عندما يقيم للعبد نفسه في العبودية الخالصة يتجلى الله عليه بصفات الربوبية، فإذا ظل ملازما للعبودية وتواضع لربه، اصطفاه الله تعالى واستخلصه لحضرة الألوهية، واصطنعتك لنفسي.

ليس بينك وبين ربك سبحانه مسافة فهو تعالى أقرب إليك من القرب وهو عين القرب ويتساوى عنده عز وجل جهرك وسرك، فناديه في سرك وقل، ربي ليس لي سواك فأقل عثرتي واغفر زلتي واجبر كسري واغفر لي وارحمني واجعلني من عتقائك من النار في هذا الشهر الكريم برحمتك يا أرحم الراحمين.
الجريدة الرسمية