"ما تقدرش" بالبرازيلى!
لم تتم المعجزة البرازيلية صدفة.. إنما هي خليط عوامل عديدة تبدأ من كونها تجربة اشتراكية في الأساس.. كانت هي المنطلق إلى توفر الإرادة السياسية، وبعدهما جاء التخطيط الجيد.
لم تنتقل البرازيل من حافة الإفلاس إلي سادس أقوى اقتصاد في العالم صدفة.. ولم يكن زعيمها "دي سيلفا" نبيا ولا ساحرًا..إنما قرر الرجل وخطط.. فأنجز.. وهذا بكل أمانة أو بكل أسف أيضا غير طريق الإخوان.
الرجل كان انحيازه للفقراء ومرسي والإخوان العكس.. الرجل جاء إلي السلطة متحديا المؤسسات المالية الدولية ومرسي والإخوان يستجدون المؤسسات ذاتها منذ قدومهم إلى السلطة.. وهو ينتمي إلي الفكر الاشتراكي أمن وعمل به.. ومرسي والإخوان لا يكفون عن التهجم على الاشتراكية.
هو خاض معارك شرسة تحملها بالكامل الأغنياء والقادرون في بلاده.. ومرسي والإخوان يخوضون المعارك ضد الفقراء والكادحين في بلادنا.. من رغيف العيش إلى السولار إلى الغاز وأسطوانات البوتاجاز إلى الأسعار الملتهبة إلى رفع الدعم تدريجيا!
باختصار..الفارق ليس فى المسافة بين مرسي ودي سيلفا.. إنما في المنهج والمنطلق.. ولا يمكن أن يلتقي أبدا من يسيران في اتجاهين متقابلين.. ولذلك هي زيارات في الهواء.. فلا مرسي ولا غير مرسي داخل الإخوان قادر الآن على التمرد ضد الولايات المتحدة.. بينما تمرد دي سيلفا ضد النظام العالمي كله.. بمؤسساته الاقتصادية والسياسية، ونجح نجاحا باهرا جعله معبود البرازيلين متفوقا عن نجوم الكرة وبشعبية تتفوق عن شعبية أي زعيم آخر.. في حين تظل الصورة عندنا كما تعرفونها.. وكما نعرفها.. بكل أسى!!.