رئيس التحرير
عصام كامل

هذا النفاق !


ما نراه اليوم للأسف من تراجع على كافة الأصعدة الثقافية والتعليمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية هو نتاج عقود من الإهمال والغرق في الشكليات وتستيف الأوراق من جانب مؤسسات الدولة؛ ومن ثم فلا عجب أن نجد الفن وهو الأكثر تأثيرًا في الناس مجرد ناقل أو مضخِّم للسلبيات ما أنتج حالة تشاؤم ومزاجًا عكرًا لأغلب المصريين في ظل انفلات الأسعار وتراجع القيمة الشرائية للعملة الوطنية، وخلق حالة سيولة وقابلية لاستهلاك الشائعات وترويجها بصورة أضرت بالجميع.


ورغم أنني مع التناول الموضوعي لقضايا الوطن ومع النقد الهادف البناء لا سيما فيما يخص أداء الحكومة لكني أرفض التهويل وتجاهل الإيجابيات ونسف أي بارقة أمل تلوح مع أي إنجاز يتحقق في مصرنا الغالية؛ التي ليس من مصلحتها نشر الإحباط واليأس اللذين يهدمان ولا يبنيان.

لا يخلو أي مجتمع بشري من الأخطاء لكن صناع الدراما والبرامج عندنا يصرون على تهويلها؛ رغبة في زيادة نسب المشاهدة ومن ثمَّ حصيلة الإعلانات، بصرف النظر عن الصالح العام.. يصرون على نفاق المتلقي وإشباع غرائزه بما يهواه لا بما ينفعه وينفع المجتمع كله، ناسين أن الممنوع مرغوب وأن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي.. ولعل ما نشاهده في مسلسلات رمضان منذ أعوام خير دليل على هذا النفاق.
الجريدة الرسمية