إعادة الحياة إلى قصر العيني
بصحبة الأصدقاء رفعت فياض وأكرم القصاص وعادل السنهوري وعدد كبير من الزملاء محرري التعليم، كنا على موعد مع إفطار جامعة القاهرة، أحد أهم أركان الذكريات في حياتي، حيث كانت إطلالتي الأهم على عالم القاهرة عاصمة التناقضات المدهشة وساحرة القلوب العصية على الفهم.. كانت جامعة القاهرة وبالتحديد كلية الإعلام هي الباحة والواحة التي اطلعت فيها على عالم أكثر رحابة من النقاش والجدل والالتقاء بتيارات سياسية وفكرية، كانت ولا تزال هي المعين الذي شكل الجزء الأكبر من وجداني.
زفَّ إلينا الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أخبارًا مهمة حول اقتحام ملفات شائكة يبدو أن أولوياتها كانت فكرة إعادة الهيبة إلى الجامعة الأقدم لتأخذ نصيبها بين جامعات العالم، وأيضًا اقتحام ملف قصر العيني باعتباره واحدًا من أهم المستشفيات الجامعية في مصر وأمل البسطاء الذين يفدون إليه من كل حدب وصوب.. تحدث رئيس الجامعة عن مخصصات مالية ضخمة لهذا الغرض وأفكار علمية جديدة تليق بما قدمه هذا الصرح الشامخ للمصريين وللطب في محيطه العربي والإقليمي.
تساءل الزملاء عن مستشفى أبو الريش وما يعانيه من ضغوط الإقبال الشديد عليه مع إمكانياته المادية التي ترتبط بإمكانيات دولة لديها من المعاناة الاقتصادية، ما يجعلها غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها على الوجه المرجو، حيث بدا أن هذا الملف يحظى باهتمام الدولة، حيث حصل مستشفى المنيل على المركز الأول في مجال علاج السكتة الدماغية من المنظمة الأوروبية للسكتة الدماغية في مايو الماضي.
أيضًا تم افتتاح المرحلة الثانية من تطوير عمليات الجراحة بمستشفى أبو الريش المنيرة بواقع ٦ غرف عمليات على أحدث مستوى علمي وتقني، كما نجحت جامعة القاهرة في عقد اتفاق تعاون مع بنك مصر؛ لتمويل الحملة الإعلانية التي تعرض خلال هذا الشهر، إضافة إلى افتتاح وحدة أمراض الدم بمستشفى المنيل التخصصي في أبريل الماضي، كما حصلت وحدة أمراض الدم بأبو الريش على أفضل مركز بحثي مع افتتاح وحدة أمراض الكبد بأبو الريش ووحدة التعقيم المركزي.
العمل الذي يسير على قدم وساق بمستشفيات جامعة القاهرة من شأنه أن يضيف إلى المنظومة الصحية المصرية آمالًا عريضة، تساهم بشكل كبير في رفع المعاناة عن الجماهير، بعد أن أصبح الملف الصحي واحدًا من الهواجس التي تطارد المواطن في كل لحظة بعد سنوات من الإهمال طالت كل بيت في مصر، خاصة من ينتمون إلى الطبقة الكادحة التي لا أمل لها إلا في المستشفيات الجامعية.