رئيس التحرير
عصام كامل

لم تتصدَ لخطورته!!


كثيرة هي الأخطاء التي وقعنا فيها في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد أحداث 25 يناير وغرقت مجتمعاتنا في سلبيات عديدة من النفاق والإهمال والفساد والكذب والغيبة والنميمة وإطلاق الشائعات بلا رحمة وتشويه سمعة الأبرياء وإيذاء مشاعر الآخرين، لقد ساهم في كل ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام التي بدلًا من أن تكون وسائل للتنوير تحولت إلى أدوات للهدم حين غفلنا عن توظيفها في جني ثمار العلم والمعرفة واستسلمنا للجوانب السلبية للفضاء الإلكتروني وضجيج التوك شو..


ويبدو أن مراكز المناعة المجتمعية كانت في أوهى حالاتها فاستسلمت لمثل هذا الغثاء ولم تتصد لخطورته ولا نبهت لتداعياته الكارثية على أجيال تفتحت عيناها في الدنيا على مثل هذه الأفعال حتى شبت، وقد نهلت من ثقافة الفوضى وشبعت من ألوان العنف والرذيلة.. فمن يحمل أوزار هذه الأجيال..

أهم صناع الدراما الذين يتبرأون مما يروجونه من خطايا مدعين أن ناقل الكفر ليس بكافر أم أجهزة الدولة المعنية بصياغة العقل والوجدان والتفاعل مع الضمير.. أم هو المجتمع الذي رضى بالتفاعل مع مسلسلات هابطة وبرامج تافهة أعطى القائمون عليها صورة مشوهة وغير حقيقية عن مصر التي نعرفها ويعرفها كل محايد ومنصف..

وفي المقابل تجد الأعمال الهادفة التي تعالج الجهل والأمية وتحض على الإيجابية والمشاركة العامة وترشيد الإنفاق والاعتدال والتراحم والعفة حربًا ضروسًا بقصد أو دون قصد!!

ويبدو طبيعيا في سياق كهذا أن تهتز منظومة القيم وتتراجع الأخلاق فلم نجد في السنوات الأخيرة إلا فيما ندر مسلسلات وبرامج تحارب الفساد والرذيلة والانحراف بشتى صوره وانتهاك الخصوصيات والإسراف في الطعام والشراب والاستهلاك النهم لكل شيء ومخاصمة العمل والإنتاج..

الأمر الذي يدعونا للتساؤل: متى تنهض مؤسسات الدولة بواجبها الذي كنا نراه في الزمن الجميل.. متى تقتنع بأن صياغة العقل والوجدان والضمير ليست سلعة تُترك لقانون العرض والطلب أو تخضع لمبدأ "الجمهور عاوز كده"؟!
الجريدة الرسمية