معايير اختيار الوزراء والمحافظين!
الرئيس السيسي بدأ أمس ولاية حكم جديدة بعد أدائه اليمين الدستورية أمام مجلس النواب الرئيس في كلمته التي استمرت لمدة 15 دقيقة، طرح رؤيته للمرحلة القادمة، والتي سوف تركز على بناء الإنسان من خلال الاهتمام بالتعليم والصحة والثقافة ومزيدا من المشروعات الكبرى للارتقاء بالإنسان المصري.
الرئيس لديه آمال وطموحات كبيرة تحتاج إلى رجال أكفاء يتحملون معه المسئولية فلن يستطيع تحملها وحده، ولذلك فإن أهم تحد يواجه الرئيس هو اختيار القيادات حتى يستطيع تحقيق أحلامه للشعب، فحسن الاختيار هو نصف النجاح وخلال ساعات أو أيام قليلة سوف تعلن حركة المحافظين الجديدة والتغيير الوزاري المرتقب، أتمنى وأتوقع أن يكون هناك تغيير في طريقة اختيار القيادات المتبعة منذ يوليو 1952 والتي لم تثبت النجاح المطلوب فالمرحلة القادمة لا تحتمل التجارب أو الفشل لا قدر الله.
الجهات السيادية عاكفة منذ فترة طويلة على فحص المرشحين الجدد للمناصب العليا وتقييم المسئولين الحاليين، وهناك معايير دولية للاختيار يجب الالتزام بها من أهمها الإنجازات السابقة للمرشح سواء محلية أو دولية وفكره ورؤيته للوظيفة التي سوف يشغلها، وأن يكون مسئولا ميدانيا يتواجد مع المواطنين في الشارع أكثر من الانعزال والجلوس في المكاتب المكيفة المسئول الميداني يحقق نجاحات سريعة يلمسها المواطن وتساهم في زيادة شعبية الرئيس والحكومة.
مصر تحتاج إلى إدارة اقتصادية في كل مواقعها القيادية لذلك أهم شرط في الاختيار أن يكون لدى المرشح رؤية وفكر اقتصادي استثماري للمؤسسة التي يتولى قيادتها ليس فقط الوزراء والمحافظون بل كل القيادات حتى درجة مدير عام لأن معظم مؤسسات الدولة خاسرة ومديونة.
حتى الهيئات الاقتصادية وشركات القطاع العام وهذا ليس له أي سبب سوى فشل وسوء الإدارة، حتى المؤسسات التي تتطلب قيادة أمنية يجب أن يكون معانوه من ذوي الخبرة الاقتصادية.
رغم كل الظروف التي شهدتها البلاد والتجريف المتعمد للكوادر خلال عشرات السنوات الماضية فما زالت مصر بخير ولديها قيادات قادرة على تحمل المسئولية، حتى القطاع العام لا تنقصه الكوادر، كما أن لدينا قطاع خاص ناجح يمكن الاستعانة بقياداته وأيضا لدينا آلاف المصريين في الخارج وفي المؤسسات الدولية حققوا نجاحات هائلة يمكن الاستعانة بهم ولن يتأخروا عن تلبية نداء الوطن، كما أن الرقابة الإدارية لديها بنك للقيادات في كل المجالات ولديها برامج لإعداد وتأهيل الكوادر سوف تؤتي ثمارها.
أيضا هناك تقييم للمسئولين الحاليين بعضهم يستحق الاستمرار مع الرئيس خلال فترة ولايته الثانية واستكمال مسيرة إنجازاته وبعضهم عبئا على الرئيس والدولة.
بالتوازي مع اختيار الأشخاص يجب أن تكون هناك رؤية متكاملة يضعها خبراء ويكون دور الوزراء والمسئولين هو تنفيذها فقط رؤية لا ترتبط بشخص المسئول ولا تتغير بتغييره لأننا أهدرنا فرصا كثيرة وأضعنا وقتا طويلا في التجارب والهدم ثم البناء من الصفر.
وكما قال الرئيس: "أروع أيام الوطن ستأتي قريبا بلا أدنى شك بإذن الله ما دامت النوايا خالصة والجهود حثيثة والقلوب صامدة".
وسوف تحيا مصر وتنهض بالرجال الأكفاء والرؤية المتكاملة.
egypt1967@yahoo.com