رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة داود يفتح الملف المسكوت عنه: مستشفى 57357 رحلة وهم هدفها جباية المال.. التبرعات مليار جنيه.. 160 مليونا فقط للعلاج.. عائلة واحدة تتحكم في معظم المواقع القيادية

مستشفى 57357
مستشفى 57357

قبل أن تقرأ
هذا التحقيق الصحفي لا يهدف إلى إيقاف التبرعات المالية المتدفقة على أضخم مستشفى خيري لعلاج سرطان الأطفال في مصر، وإنما يهدف إلى إيقاف حالة الانحراف بتلك الأموال، ويهدف إلى توجيه تلك التدفقات إلى مسارها وأوجه إنفاقها الصحيح.


كثيرون من شيوخ المهنة كانوا يصابون بالخوف، عندما طرحت عليهم هذا التحقيق، فكرة كشف الحقائق داخل مؤسسة خيرية تملأ إعلاناتها الفضائيات صباحا ومساء، وليلا ونهارا، باعتبار أن كل ما يندرج تحت العمل الخيري هو مقدس، ولا يجوز انتقاده أو الحديث عنه.

لكن هذا الخوف كان يتبدد بعد تفهمهم لهدف التحقيق الصحفي، وهو محاربة خلل واضح داخل تلك المؤسسة، ويحتاج إلى تدخل سريع لإيقافه.

ليس معنى ما نكشف عنه هو أن نفقد الثقة في هذا الكيان العملاق، الذي يعمل على تخفيف آلام فلذات أكبادنا، وليس لصرف المتبرعين عن التبرع بل نريد الإصلاح، نريد كشف المخالفات، وتطهير هذا الصرح من كل المتلاعبين ومحاسبتهم.

نريد أن يعود هذا المستشفى إلى دوره في خدمة كل أطياف الشعب المصري، لا لصرفه عن هدفه وتحويله إلى مجرد خدعة، ينفق على تجميل وجهه ضعف ما ينفق على عقله وبنيانه.

نريد أن نطهر لا أن نهدم، أن يؤول إلى إدارة من علماء الطب والإدارة والصحة.. لا في يد عائلة تديره.

نريده خاضعًا لرئاسة الجمهورية والأجهزة الرقابية لا إلى موظف داخل إدارة داخل مديرية تتبع وزارة التضامن، سبق أن تم كشف تواطؤها وضلوعها في عملية تلاعب استهدفت إعطاء من لا يملك ما لا يستحق.

57357 مستشفى ومؤسسة قصة طويلة تمثل قمة التناقض بين أهداف نبيلة عند تأسيسها من جانب جمعيات خيرية واجتماعية، ومعهم المعهد القومي للأورام، وصرح بناه المصريون، وبين إدارة تطاردك لتنتزع آخر قرش في جيبك، ثم تقوم بإنفاقها ببذخ وبانتقائية شديدة.

بينما تطرد الأطفال وتدفعهم لدخول المعهد القومي للأورام، الذي لا يمتلك إلا المبنى الوحيد منذ الخمسينات؛ ليُزاحم الأطفال البؤساء مئات الآلاف من المرضى الكبار.

إدارة المستشفى ترفع شعار الدعاية أهم من العلاج، تنفذ مشروعاتها بالأمر المباشر، وتنفق لتنقل صورة مختلفة عن واقع مؤلم.. بينما في الحقيقة الموت يحصد أرواح أطفال الفقراء داخل سجن يسمى الـ"day care"، وهو طوارئ اليوم الواحد فقط، بينما يمكن أن يقبع به الطفل لأيام ممددا على كرسي دون أي عوامل لمواجهة العدوى، نتيجة لوجود اختلاط بين الأطفال ومرافقيهم.

نعم مليار جنيه سنويا تبرعات لمستشفى 57357، ومعظمها ينفق في أمور أخرى، المستشفى ينتقي الأطفال الذين يتقرر علاجهم، بينما الواسطة والمحسوبية تلعب الدور الأهم في فتح أبواب الغرف المغلقة أمام أطفال آخرين.

ويصبح العلاج لعينة من الأطفال المصابين بالسرطان، ويتم توجيه الباقين إلى المعهد القومي للأورام، الذي أنهكه استمرار استقبال مطاريد 57357 من فلذات أكبادنا.

مليار جنيه سنويا يدفعها الشعب المصري، فقراؤه قبل أغنيائه.. وموازنة تتضاعف في الإنفاق، وكأنه مال سايب.. دون مراقبته سوى من موظف يعمل بإدارة تتبع مديرية التضامن الاجتماعي.. بينما مستشفى المعهد القومي للأورام ومستشفاه الجديد بالشيخ زايد 500500 يحتاج لأقل من قيمة هذا المبلغ لاستكماله؛ ليتولى إنقاذ كل شعب مصر من مرض السرطان.

قيادات 57357 لديها عبارة واحدة تحولت إلى شعار يردده الأطباء والتمريض حتى عناصر الأمن وهي: أمام طفلك قائمة انتظار لعدم وجود أماكن، وعليك التوجه إلى المعهد القومي للأورام أو معهد ناصر، بينما تترك الغرف مغلقة لاستقبال أصحاب الواسطة!

أجيب بالمستندات والوثائق الممهورة بتوقيعات من داخل الصندوق الأسود عن حقائق يشيب من هولها الولدان.

أنقل لكم صرخات أمهات وآباء تجرعوا الذل والهوان على باب المستشفى.

هل تتخيل أن مستشفى يعيش على التبرعات ينفق على الأجور 140% مما ينفقه على العلاج؟

هل من المقبول أن ينفق مستشفى 135 مليون جنيه على الإعلانات سنويًا، بنسبة 13% من إجمالي التبرعات الواردة إليه؟

هل تعلم أن المستشفى الذي أنشئ بجنيهات الشعب المصري فقرائه وأغنيائه، ويحصل على المليارات من التبرعات.. يوقف علاج بعض الأطفال الفقراء الذين ظن آباؤهم أنهم تحقق حلمهم بشفاء أبنائهم، بينما تصل الزيادة في المدة البينية بين كل جرعة كيماوي وأخرى للبعض إلى أسبوعين، مما يقلل معدلات الشفاء ويعمل على إنهاء حياتهم؟

هل تعلم أن المستشفى يبخل على علاج الفقراء بينما يقدم وبسخاء أموال التبرعات إلى مشروعات صرف صحي وبناء مدارس؟

هل تعلم أن عائلة تضم طبيبًا وزوجته وزوج أخته وآخرين يتولون معظم المواقع القيادية؟

هل تعلم أن الأمر المباشر هو الأساس الذي يقوم عليه المستشفى في معظم تعاقداته واتفاقياته، وأن اعتراض أحد القيادات كان سببًا في استبعاده بعد 3 أيام من رفضه الموافقة على ترسية عملية على إحدى الشركات بالأمر المباشر؟

بالوثائق والمستندات وشهادة الشهود وبكل الوسائل نكشف عن إهدار أموال مؤسسة مستشفى 57357، والتي تحصل على تبرعات تصل إلى مليار جنيه سنويا، بينما توجه تلك الأموال في غير الأغراض المخصصة لها:

تبرع لدعم الأجور.. العلاج سابقًا
الأرقام الواردة في ميزانية المستشفى والمعتمدة من مراقب الحسابات، تكشف المرافقة بين عناصر الإنفاق على المرضى والإنفاق للأجور. ونطرح ما جاء في تقرير مراقب الحسابات بداية من عام 2015 وحتى موازنة 2018. 

نبدأها بالعام 2015 حيث تشير الأرقام إلى أن بند الأجور بلغ 210 ملايين جنيه، منها 192 مليونًا للعاملين في المستشفى، و١٨ مليونًا للعاملين في مؤسسة 57.

وإن كانت تلك الأرقام تخص الأجور فكم أنفقت 57357 كمؤسسة ومستشفى على العلاج؟

طبقًا للأرقام الواردة بميزانية المستشفى في عام 2015، نجد أن الإنفاق على العلاج 160 مليون جنيه فقط، وهو يقل عن الإنفاق على الأجور بنسبة 20%.

وإن كان هذا خطأ جسيم لأن نسبة الإنفاق على العلاج وتشغيل المستشفيات يجب أن يكون أكبر بكثير من الإنفاق على الأجور، خاصة أنه مستشفى لعلاج السرطان بأدوية ذات تكاليف مرتفعة.

وننتقل إلى ميزانية 2016 لنكتشف أن هناك إصرارًا من إدارة المستشفى التي تعيش على التبرعات أن تهدر تلك الأموال على الأجور، بدلًا من إنفاقها على علاج أطفال السرطان، حيث بلغ الإنفاق على الأجور 280 مليون جنيه، مقابل 210 ملايين جنيه في العام السابق 2015، وبزيادة عليه 71 مليون جنيه، وبزيادة في النسبة بلغت 33%!.

هذا بخلاف ضرائب كسب عمل لا تزال محل خلاف تزيد على 5 ملايين جنيه، مما يزيد من حجم بند الأجور.

بينما بلغ الإنفاق على العلاج بكل بنودة 201 مليون جنيه، بفارق 40 مليونًا عن العام السابق له 2015، وبزيادة في النسبة بلغت 25%!

وعليك عزيزى المتبرع أن تقارن بين إنفاق على الأجور يزيد بنسبة 33% سنويًا، وبين إنفاق على العلاج يزيد بنسبة 25%، وكأن الشعب، فقراءه قبل أغنيائه، يتبرعون لرفع المستوى الوظيفي للعاملين بالمستشفى؛ لتزيد رواتبهم وتتضاعف.

أيضا هل من المنطقي أن تزيد الأجور ومعها الحوافز عن مصروفات التشغيل والعلاج بكل مشتملاته، بنسبة تصل إلى 40% سنويًا؟ وهذه الأرقام من واقع ميزانية المستشفى المعتمدة في نهاية 2015 و2016، صفحة 2 بتقرير مراقب الحسابات.. هذا بالطبع بخلاف الإعلانات مدفوعة الأجر.

نذهب أيضا إلى الإيضاحات المتممة للقوائم عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2016؛ لنجد أن المصروفات العمومية والإدارية للمستشفى متضمنة الأجور واستهلاك الكهرباء والمياه والتليفون والصيانة ومصروفات النظافة وأخرى، قد بلغت 335 مليون جنيه في عام 2016، مقابل 252 مليون جنيه في عام 2015، بزيادة 83 مليون جنيه، وزيادة في نسبة الإنفاق وصلت إلى 33%!

الأمر المباشر يتحول إلى قاعدة
ما تم تقديمه كانت بداية لإجراءات تستهدف مخالفة اللائحة، وهو ما يكشف عنه محضر مجلس إدارة مجموعة مستشفى سرطان الأطفال، بجلسة 13 ديسمبر 2015، فيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية بالبند 2، حيث وافق المجلس على عقد تمثيل شركة "solving efos" وكما أشرنا أن تلك الشركة يمثلها الدكتور هشام دنانة، وهو نفسه المعين بمؤسسة مستشفى أورام 57357 بوظيفة مستشار المؤسسة للمشروعات.

وجاء رفض الدكتور أشرف سعد زغلول الموافقة على إسناد أعمال لشركة خاصة بالأمر المباشر.. وتقرر طبقًا للائحة عرض الأمر على اللجنة التنفيذية لكن هذه الملاحظة التي أبداها أشرف سعد زغلول، لم يتم عرضها بجلسة 21 ديسمبر 2015، علما بأن الأعمال التي أسندت للشركة بالأمر المباشر وبرفض رئيس الجمعية، قيمتها 2 مليون و986 ألف دولار، وبما يتعارض مع المادة 27 من اللائحة التنفيذية للمؤسسة، والتي تحدد الأمر المباشر في حدود لا تتجاوز 50 ألف جنيه فقط.

وفى محضر اللجنة التنفيذية للمؤسسة بتاريخ 14 فبراير 2016 تم تفويض الدكتور شريف أبوالنجا بالتوقيع على عقد شركة "solving efos" بدلا من الدكتور أشرف سعد زغلول، الذي رفض التوقيع على الإسناد!

أهكذا يتم التصرف في أموال تبرعات المصريين، الذين قدموها بنفس راضية لصرح عملاق تأسس أيضًا من قروش الغلابة لعلاج غول السرطان الذي ينهش فلذات أكبادنا، ولعلاج وجع قلوب آباء وأمهات يعيشون الحسرة ليل نهار؟

رئيس الأمناء يعترف لـ "فيتو": 5% من الأطفال المرضى يدخلون بـ "الواسطة".

ما عندناش فساد.. وجذب المشاهير للدعاية مش "فشخرة".. هكذا قال لي الدكتور شريف أبو النجا رئيس أمناء 57357 في حوار أجريته معه في عام 2015 لــ"فيتو"، وقال أعترف أن دخول بعض الأطفال المستشفى يكون بـ"واسطة" ومحسوبية، ولكن بنسبة قد لا تتجاوز 5%، وهذا في العالم كله.

* سألت "أبو النجا" وقتها: الواسطة آفة أي عمل، وأعرف أنكم هنا تقبلون العديد من الأطفال طبقا لاتصالات من مسئولين أو نجوم مصريين أو عرب، كما لا يقبل المستشفى كل الحالات حتى ولو كان لديها أماكن؟

فأجاب: لا ننكر أن دخول بعض الأطفال المستشفى ربما يكون بوساطات، ولكن بنسبة قد لا تتجاوز 5%، وهذا في العالم كله، وأكذب لو قلت: لا توجد تلك النسبة هنا، ولكن في حالة قبول مثل هذا الطفل أحقق استفادة للمستشفى. بمعنى يتم مساعدتنا من خلال تلك الشخصيات في نشر رسالتنا ومساعدتنا من خلال ضم خبراء لنا في مجلس الأمناء، وتقديم خبرات في مجالات علمية إدارية وطبية وفنية وغيرها، بالإضافة إلى توصيل رسالتنا للخارج، الذي يقوم وبسبب ما نسميه وساطات في أن تصبح لـ57 في أمريكا أكبر جمعية تضم آلاف المصريين، يتولون تقديم أكبر مساعدات لنا كهدايا.

صندوق أسود ممنوع الاقتراب منه
من غير المنطقي أن يتم تخصيص حوافز ومكافآت للعاملين بالمستشفى بقيمة 65.4 مليون جنيه، خلال العام الحالي 2018، ومن الموازنة التي تصل إلى مليار و235 مليون جنيه، لا يخصص منها للعلاج إلا أقل القليل.

المهم أن إجمالى المصروفات يصل إلى مليار و135 مليون جنيه، وهو من إجمالى موازنة تقديرية 900 مليون جنيه بخلاف بند المكافآت.
التفسير لهذه الزيادة في الموازنة لهذا العام طبقا لتقرير مقدم للمستشفى يشير إلى أسباب تم ترتيبها طبقًا لأولويات من وجهة نظر من يريد أن يخفي أشياء عن مجلس الأمناء، فيضع زيادة أعداد المرضى وارتفاع أسعار مستلزمات التشغيل خاصة الدواء، كأسباب رئيسية رغم أنها أقل من الأجور.

بينما يضع زيادة الأجور كسبب فرعى رغم أن زيادة الأجور ترتفع كل عام عن السابق له.. وبنسبة تصل إلى 40% بينما زيادة الأدوية والعلاج لا تزيد على 25%!

وهو ما يعني أن إدارة المستشفى قد حولت 57357 إلى تكية وصندوق أسود ممنوع الاقتراب منه، بينما تتفنن في التصوير على طريقة مشاهد الأفلام السينمائية، بإعادة المشهد ألف مرة واستخدام فن المونتاج بهدف النشر إعلانيًا، والعمل على تحفيز الناس على ضخ التبرعات التي تتحول إلى شلال ويتم توزيعها كأجور وإنفاق ببزخ.

إعلانات بـ 133 مليون جنيه
الأرقام تقول: إن مؤسسة ومستشفى 57357 والتي تتسول بإعلاناتها فتستطيع أن تخرج كسرة الخبز من بين أسنانك.. تنفق 133 مليون جنيه إعلانات، والدفع يتم دون مناقشة يعنى بأعلى سعر.

ماذا ترى أيها المواطن الغلبان الكحيان الذي تقف على باب المستشفى بالأيام والأسابيع تحمل فلذة كبدك ليقال لك في النهاية: أمامك قائمة انتظار تصل إلى شهور.. بينما يقترح عليك الأطباء الذين يحصلون على عشرات الآلاف من الجنيهات شهريًا، وأيضًا فرق التمريض وغيرهم والإداريون أنه من الأفضل لابنك أو ابنتك أن تسرع بها إلى المعهد القومى للأورام أو معهد ناصر أو أي مكان آخر، والسبب أن حالة ابنك خطيرة وتحتاج لسرعة التدخل، وإن أردت البقاء فلن يكون الدخول إلا بعد شهور، ردود المستشفى أشبه بردود شركات الاتصالات، وعلى طريقة رصيدك نفد.

في نفس الوقت واللحظة تكون هناك أسرّة تُحجز لأطفال من خارج قائمة الانتظار، ويمكن لهم البقاء بالمستشفى داخليًا طوال مدة الفحص والتشخيص والتي من الممكن أن تتم له دون أن تتطلب حالته التواجد داخليًا.

المهم أن طفلك لا يرتبط بالمستشفى قبل الدخول سوى بكارت مدون عليه عبارة المستشفى غير مسئول عنك، والكارت لا يضمن لك الدخول إلا عند وصولك للدور الخاص بك.

لكن الحقيقة أن هذا المستشفى الذي يتحول جزء ثابت من الأجور لعشرات أو لمئات الآلاف من العاملين شهريا تدخل المستشفى بما يشبه شلالا متدفقًا لا ينقطع من الأموال.. فتزدحم بالتبرعات حسابات المستشفى بالبنوك، ويصل العائد من الودائع في العام 2018 طبقًا للموازنة التقديرية للمستشفى إلى 315 مليون جنيه.

بينما الإيرادات وهى التبرعات ذكرت نفس الموازنة أنها تصل إلى 920 مليون جنيه ليصل إجمالى الإيرادات تبرعات وفوائدها مليار و235 مليون جنيه، بمعنى أدق فهى تصل إلى موازنة دولة.

لكن أين تذهب تلك الأموال؟ هل للعلاج كما يجب أن يكون؟ أم إلى المنشآت الطبية التي تبنى؟ أم إلى ماذا بالضبط؟

مليارات 57 وملايين أبو الريش
بمقارنة ما تتلقاه 57357 من تبرعات، وما تقدمه من علاج، وبين ما تتلقاه مستشفيات الأطفال الأخرى أو مراكز الأورام وما تقدمه من علاج، يكون مقارنة ما بين الأرض والسماء، حيث تحصل 57357 على مليار جنيه من التبرعات سنويا، بينما لا تستقبل 1200 حالة أورام جديدة سنويا فقط، بالإضافة إلى وجود 6 آلاف حالة تتردد للمتابعة، والحصول على العلاج في الطوارئ وهذه الخدمات الهزيلة تأتي في الوقت الذي يمتلك المستشفى 240 سريرا في القاهرة، و80 سريرا في فرع 57357 بطنطا.

في المقابل يستقبل مستشفى أبو الريش مئات الآلاف من الأطفال سنويا، ما بين مرضى الأورام، خاصة أورام المخ وأنيميا البحر المتوسط وجراحات القلب وجميع الأمراض الأخرى، وتقدم أبو الريش الخدمة العلاجية من خلال 420 سريرا فقط، بينما لم تزد التبرعات التي وصلتها خلال الفترة من 2011 إلى 2014 عن 20 مليون جنيه، وفي ظل محدودية عدد العاملين خاصة التمريض حتى أصبح نصيب كل ممرضة 15 طفلا تتولى الإشراف عليهم، بينما المعدل الطبيعي لها 4 حالات.

ويستقبل مركز أورام المنصورة عشرات الآلاف سنويا من مرضى الأورام، بينما لا تزيد ميزانيته على 25 مليون جنيه فقط.
الجريدة الرسمية