رئيس التحرير
عصام كامل

أشد خطرًا على المجتمع!


وللنفاق أشكال عديدة - لعنه الله وحمانا منه - فموالاة أهل الباطل نفاق.. وخداع الجمهور نفاق.. والكذب وإخلاف الوعد ونقض العهد نفاق.. لقول النبي الكريم "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا إذا حدَّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر"..


ومن ثم جعل الله المنافقين في الدرك الأسفل من النار وسمَّى في القرآن سورة باسمهم؛ فهم أشد خطرًا على المجتمع من الأعداء، إذ يظهرون خلاف ما يبطنون ويقولون ما لا يفعلون؛ ولا مأمن من شرهم، يعطونك من طرف اللسان حلاوة وتنطوي قلوبهم على حقد دفين وعداوة مستحكمة، ويتلونون كالحرباء ولهم ألف وجه ووجه؛ وقد رأينا ذلك بوضوح بعد ثورة يناير، رأينا مذيعين وإعلاميين متلونين، نافقوا الجميع وداهنوا كل الأنظمة ونسوا أن الله شهيد عليهم، وأن المجتمع يراقب أفعالهم ويوثقها بالتسجيلات صوتًا وصورة وحتى إذا أفلتوا من حساب الناس فكيف يفلتون من عقاب الله؟!

إننا في حاجة لتجديد الفكر الديني وإصلاح خطابنا الديني الذي لم نحرز فيه تقدما يتناسب مع ما أحرزته الدولة في حربها ضد الإرهابيين؛ فالإرهاب أخطر آفات العصر.. وأخطر الأفكار تلك التي ترتدي ثياب الدين وتكسب مساحة في عقول الشباب المغرر بهم الذين هم وقود التنظيمات الإرهابية ضد الإنسانية والتي أضرت بالدين أبلغ الضرر ولم تجد من يتصدى لها أو يفند أفكارها المغلوطة في وقتها ويخرج بأفكار بديلة جاذبة قوية الحجة والإقناع للشباب الذي جرى خداعه بالتشدد والمغالاة في الدين حتى بات رافضًا لأي شيء وكل شيء.

للاجتهاد المستنير ضوابطه وأخلاقه وكلنا مطالبون بتحري الصدق في القول والفعل والتثبت قبل تصديق الشائعات أو ترويجها؛ فالشائعات طريق الشيطان وإحدى أهم أدوات حروب الجيل الرابع والخامس ويجري اليوم ترويجها عبر الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية لخدمة الأعداء والاستسلام لها وهو ما يجرنا للوراء ويزيد الموقف إرباكًا في وقت تشتد فيه حاجتنا للتماسك والاستقرار ومضاعفة الإنتاج والكف عن المعارك الكلامية والدعوات الوهمية للمصالحة التي يثيرها نفر تابع للإخوان بين الحين والآخر وهو ما كذبه وزير الخارجية سامح شكري جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أنه لا مجال للتصالح إطلاقًا مع جماعة إرهابية خانت الوطن، فلا تصالح مع الدم والعنف..

ليتنا نغلق هذا الملف بعد تصريح وزير الخارجية ونتفرغ لمعركة البناء والبقاء واجتثاث الإرهاب من جذوره فلا وقت نضيعه في مثل هذه المهاترات.. فالعمل والعمل وحده هو كلمة السر لعبور كل الأزمات.

الجريدة الرسمية